الأمم المتحدة: ارتفاع عدد متعاطي الكوكايين إلى 25 مليون شخص بالعالم
الأمم المتحدة: ارتفاع عدد متعاطي الكوكايين إلى 25 مليون شخص بالعالم
أكّد تقرير المخدرات العالمي لعام 2024، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أن تجارة الكوكايين غير المشروعة واصلت تسجيل أرقام قياسية جديدة خلال عام 2023، لتصبح أسرع أسواق المخدرات نمواً في العالم، مدفوعة بازدهار الإنتاج في أمريكا الجنوبية وتوسع قاعدة المتعاطين في أوروبا والأمريكتين.
وأوضح التقرير الأممي أن حجم الإنتاج العالمي غير المشروع للكوكايين ارتفع بنسبة نحو الثلث خلال عام 2023، ليصل إلى أكثر من 3708 أطنان، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على الإطلاق، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الخميس.
وأرجع التقرير هذه القفزة الهائلة إلى زيادة المساحات المزروعة بنبات الكوكا في كولومبيا، التي تُعد المصدر الرئيسي للمادة المخدرة.
وبحسب المكتب الأممي، فقد ارتفعت عائدات تجارة الكوكايين في كولومبيا بنسبة تقارب 50% مقارنة بعام 2022، ما يعكس تحولًا اقتصاديًا خطيرًا في اقتصاد الظل المرتبط بزراعة المخدرات وتوزيعها.
25 مليون متعاطٍ حول العالم
قدّر التقرير أن عدد الأشخاص الذين تعاطوا الكوكايين على مستوى العالم في 2023 بلغ 25 مليون شخص، ارتفاعًا من 17 مليونًا فقط قبل عشر سنوات، أي بزيادة تجاوزت 47% خلال عقد.
وأشار المكتب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا الغربية والوسطى، وأمريكا الجنوبية لا تزال تمثّل أكبر الأسواق الاستهلاكية، استنادًا إلى بيانات جمعتها وكالات وطنية، بالإضافة إلى تحليل مياه الصرف الصحي الذي أصبح أداة رصد موثوقة لتقدير معدلات التعاطي في المدن الكبرى.
ولم تقتصر التحذيرات الأممية على الكوكايين فقط، إذ أكد التقرير أن الأسواق المرتبطة بالمخدرات الاصطناعية تشهد أيضًا نمواً مطّرداً، وسط انخفاض في تكاليف التصنيع، وصعوبة تعقّب مواقع الإنتاج والتهريب.
وكشف التقرير أن مضبوطات المنشطات الأمفيتامينية وصلت إلى مستويات قياسية في 2023، وشكّلت ما يقرب من 50% من إجمالي المضبوطات العالمية للمخدرات الصناعية. كما أشار إلى استمرار خطر الفنتانيل، أحد أقوى الأفيونات الصناعية، والذي تسبّب في موجة وفيات جماعية في أمريكا الشمالية.
تحولات في خريطة الإدمان
أبرز التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة، الذي يتخذ من فيينا مقراً له، أن تحوّل تجارة الكوكايين إلى أسرع الأسواق نمواً يرافقه ازدياد في أنشطة الجريمة المنظمة، والعنف، وغسل الأموال، خصوصاً في الدول المنتجة والعبور والمستهلكة.
ودعا المكتب الحكومات إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ورفع مستوى المراقبة على شبكات التهريب، خاصة تلك التي تستخدم طرقاً غير تقليدية مثل الموانئ البحرية التجارية وشحنات الحاويات.
اختتم التقرير بتحذير صريح من أن الازدهار السريع لتجارة الكوكايين والمخدرات الصناعية يُهدد الأمن الصحي والاجتماعي والاقتصادي للدول، خاصة مع تزايد قدرة الكارتلات الدولية على التكيف مع الظروف السياسية والاقتصادية، وضعف قدرة بعض الدول على ضبط حدودها.
وأكد مكتب الأمم المتحدة أهمية الوقاية والعلاج إلى جانب الجهود الأمنية، داعيًا إلى استثمار طويل الأجل في برامج التوعية والعلاج من الإدمان، خصوصاً في المناطق التي تشهد نمواً سريعاً في معدلات التعاطي.