أطباء بلا حدود: الفلسطينيون مجبرون على المجازفة بأرواحهم للحصول على الطعام

اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، الولايات المتحدة وإسرائيل بتطبيق خطة "غير إنسانية" لتوزيع المساعدات الغذائية في غزة، عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، ووصفتها بأنها "قاتلة ومهينة"، وتتستر خلف ستار المساعدات لتنفيذ إبادة جماعية.

مساعدات محفوفة بالموت

انتقدت المنظمة في بيان، بشدة، أسلوب توزيع الغذاء الذي يتم خارج الإشراف الأممي، ويُجبر الفلسطينيين على المجازفة بأرواحهم للحصول على الطعام، وفق فرانس برس.

وقالت: "أُجبر الفلسطينيون على الاختيار بين الموت جوعاً أو الموت بالرصاص، في مشهد لا يمتّ للإنسانية بأي صلة".

وأكدت المنظمة أن هذه الخطة أسفرت خلال شهر واحد عن استشهاد أكثر من 500 شخص وإصابة نحو 4000 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع.

مشاهد مأساوية في نقاط التوزيع

كشف منسق الطوارئ لدى أطباء بلا حدود في غزة، أيتور زابالغوغياسكوا، عن تفاصيل ميدانية مروعة، قائلاً إن عمال "مؤسسة غزة الإنسانية" يضعون صناديق الطعام خلف سياج معدني، ويفتحونه فجأة أمام آلاف المدنيين الجوعى ليتدافعوا بشكل جماعي.

وأضاف: "إذا اقترب أحدهم مبكراً يُطلق عليه الرصاص، وإن وصل متأخراً وقفز فوق السياج أيضاً يُطلق عليه النار".

ووصف هذا المشهد بأنه "حرب من أجل البقاء على لقمة العيش"، تُدار بدم بارد.

دعوات لإنهاء الخطة فورًا

دعت المنظمة إلى الوقف الفوري لهذه الخطة، والعودة إلى آلية المساعدات السابقة بإشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، محمّلة إسرائيل وحلفاءها مسؤولية تعقيد الوضع الإنساني في غزة.

اتهام بإبادة جماعية

قالت المنظمة إن هذه الإجراءات تندرج ضمن سياسة أوسع من "الإبادة الجماعية البطيئة" التي تُمارسها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، باستخدام الجوع والتجويع كسلاح، مضيفة أن ما يجري يُعد "جريمة ضد الإنسانية يجب أن تتوقف فوراً".

منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل هجوماً عسكرياً واسعاً على قطاع غزة، أدى إلى استشهاد أكثر من 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، مع تدمير شامل للبنية التحتية وموجات تهجير قسري.

تُنفّذ إسرائيل هذه العمليات وسط حصار خانق مفروض منذ أكثر من 18 عاماً، بينما يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص بلا مأوى، في ظل شح شديد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.

كما تواجه إسرائيل اتهامات متكررة بارتكاب إبادة جماعية، رغم صدور أوامر قضائية من محكمة العدل الدولية تدعوها إلى وقف الأعمال العدائية والتجويع المتعمّد للمدنيين.