إيطاليا تحت لهيب الصيف.. موجة حر شديدة تضرب البلاد نهاية الأسبوع

إيطاليا تحت لهيب الصيف.. موجة حر شديدة تضرب البلاد نهاية الأسبوع
موجة حر شديدة

تتأهب إيطاليا لموجة حر هي الأولى والأشد لهذا الصيف، مع توقعات رسمية بوصول درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في عدد من مناطق البلاد، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار تنبيهات حمراء تشمل عدداً متزايداً من المدن الكبرى.

وأعلنت الوزارة أن 12 مدينة رئيسية، من بينها روما، ميلانو وتورينو، ستخضع لتحذير أحمر، بسبب الارتفاع الخطِر في درجات الحرارة، بحسب ما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية، اليوم السبت. 

ومن المتوقع أن يرتفع عدد المدن الخاضعة للتحذير إلى 17 مدينة، ثم إلى 21 بحلول الأحد، في تصعيد لافت لحالة الطوارئ المناخية.

صيف أكثر سخونة 

ووفقاً لتقرير نشره موقع الطقس الإيطالي المتخصص ((Il Meteo))، فإن متوسط درجات الحرارة في إيطاليا ارتفع إلى 16.9 درجة مئوية هذا العام، مقارنة بـ14.6 درجة مئوية قبل نصف قرن، ما يعكس تسارعاً مقلقاً في وتيرة الاحترار المناخي في منطقة البحر المتوسط.

وحذّر خبير الأرصاد الجوية لورنزو تيديتشي من أن البحر لم يعد يلعب دوره الطبيعي كمنظم حراري. 

وقال: "في الماضي، كانت مياه البحر تمتص الحرارة الزائدة وتخفف من حدتها، لكن في السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع درجة حرارة سطح البحر، أصبح البحر نفسه يُضخّم الموجات الحارة بدلاً من كبحها".

تحذيرات للمدن والسكان

وأشارت وزارة الصحة الإيطالية إلى أن التنبيه الأحمر يعني وجود خطر صحي مرتفع يؤثر حتى في الأفراد الأصحاء، وليس فقط الفئات الأكثر ضعفاً كالمرضى وكبار السن. 

ودعت السلطات المواطنين إلى البقاء في أماكن باردة خلال ساعات الذروة، وتجنب الخروج غير الضروري، والإكثار من شرب المياه، كما تم رفع جاهزية أقسام الطوارئ في المستشفيات.

وفي العاصمة روما، تم تفعيل خطط الطوارئ البلدية، بما في ذلك توزيع المياه الباردة في الساحات والمناطق السياحية، وتوجيه التحذيرات للزوار والسكان عبر مكبرات الصوت ولوحات الطرق.

التغير المناخي يضرب إيطاليا

تواجه إيطاليا، شأنها شأن بقية بلدان جنوب أوروبا، تحولاً مناخياً واضحاً في نمط الفصول، حيث أصبحت موجات الحر أكثر تكراراً وشدة، وتأتي أبكر من المعتاد. 

ويقول خبراء المناخ إن مناطق البحر المتوسط أصبحت من أكثر مناطق العالم تأثراً بارتفاع درجات الحرارة وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة.

وكان صيف عام 2022 قد شهد واحدة من أسوأ موجات الحر في تاريخ البلاد، أدت إلى وفاة أكثر من 18 ألف شخص في إيطاليا وحدها، وفقاً لتقرير صادر عن المركز الأوروبي لرصد التغير المناخي.

توقعات مستقبلية مقلقة

يتوقع خبراء الأرصاد أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة حتى منتصف الأسبوع المقبل، مع بقاء بعض المدن تحت تأثير "القبة الحرارية" الناتجة عن ضغط جوي مرتفع فوق منطقة البحر المتوسط، ما يؤدي إلى حبس الهواء الساخن في الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي.

ويقول تيديتشي: "نحن نواجه أول تحذير جاد لهذا الصيف، ومن المرجح أن نشهد موجات أخرى أشد مع تقدم شهري يوليو وأغسطس، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية لاحتواء تداعيات الاحترار العالمي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية