روسيا تحتج على "المضايقات" بحق إعلاميين روس في ألمانيا
روسيا تحتج على "المضايقات" بحق إعلاميين روس في ألمانيا
استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الألماني في موسكو، وقدّمت له احتجاجاً رسمياً على ما وصفته بـ"الضغوط المنهجية" التي تمارسها السلطات الألمانية على وسائل الإعلام الروسية العاملة في ألمانيا، محذرةً من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى "رد من الجانب الروسي" إذا لم تتوقف برلين عنها.
وقالت الوزارة في بيان رسمي نُشر على موقعها الإلكتروني، إنها لفتت انتباه السفير الألماني إلى استمرار ما أسمته بـ"المضايقات الممنهجة والتضييقات غير المبررة" على الصحفيين الروس والمؤسسات الإعلامية الروسية داخل الأراضي الألمانية، بحسب ما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية، اليوم السبت.
وأضاف البيان أن "هذه التصرفات غير الودية، والتي تُبرر بذريعة ضمان الأمن أو مكافحة التضليل، تشكل انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة وتتناقض مع المعايير الديمقراطية التي تتغنى بها برلين".
تصاعد التوتر الإعلامي
وتأتي هذه الخطوة الروسية في ظل تصاعد الخلافات بين البلدين بشأن حرية الإعلام، ولا سيما في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022، والتي أدت إلى قيود متبادلة فرضتها موسكو والعواصم الغربية على عمل وسائل الإعلام.
وكانت ألمانيا قد سحبت تراخيص أو فرضت قيودًا على بعض القنوات الروسية الممولة من الدولة، وعلى رأسها قناة "آر تي دويتشه" (RT DE)، متهمةً إياها بـ"نشر الدعاية الروسية وترويج معلومات مضللة"، وهو ما دفع موسكو في السابق إلى حظر عمل عدد من الوسائل الإعلامية الألمانية على أراضيها، من بينها إذاعة دويتشه فيله.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن موسكو لن تظل صامتة حيال ما تعتبره تمييزاً موجهاً ضد الإعلام الروسي في أوروبا، مضيفة: "لن نسمح باستمرار هذا النهج العدائي تجاه صحفيينا، وإذا لم تغير ألمانيا سلوكها، فإن روسيا تحتفظ بحق الرد بالمثل لحماية مؤسساتها الإعلامية".
وحمّلت موسكو الحكومة الألمانية مسؤولية "تدهور بيئة العمل الصحفي المتبادل"، مشيرة إلى أن التوترات القائمة تعكس "انهيار المعايير الغربية التي لطالما تغنت بحرية التعبير والصحافة المستقلة".
الإعلام في مرمى النزاع
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، تحولت المؤسسات الإعلامية إلى أدوات في الصراع الجيوسياسي بين روسيا والغرب، حيث فرض الاتحاد الأوروبي قيودًا على بث قنوات روسية بارزة بدعوى استخدامها كأذرع دعائية للحكومة الروسية، بينما ردّت موسكو بإجراءات مماثلة على إعلام غربي، شملت الطرد، إلغاء الاعتمادات الصحفية، وفرض الحظر.
وتؤكد روسيا باستمرار أنها ترى في هذه السياسات انتهاكاً لحرية الصحافة، وتمييزاً على أسس سياسية، متهمةً الحكومات الغربية بمحاولة فرض "رقابة أيديولوجية" على المعلومات.
ولم يصدر بعد أي رد رسمي من الخارجية الألمانية على البيان الروسي، إلا أن مراقبين يرون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في العلاقات الإعلامية بين البلدين، ما لم يتم احتواء الموقف عبر قنوات دبلوماسية.
ويأتي هذا التوتر في سياق علاقة مشحونة بالفعل بين موسكو وبرلين، نتيجة للمواقف الألمانية الداعمة لأوكرانيا وتزويدها بالسلاح والمساعدات الاقتصادية، الأمر الذي تعتبره روسيا "عداءً مباشراً".