دارين ووكر.. من سجين الفقر إلى مانح أمل
دارين ووكر.. من سجين الفقر إلى مانح أمل
من قرية فقيرة في ريف تكساس، حيث نشأ مع والدته وثلاث شقيقات، في منزل يُضيِّقه الفقر ويثقل أيامه البؤس، خرج دارين ووكر يبحث عن أفق جديد لحياته.
يتذكر طفولته بأنها كانت "حياة بائسة"، حيث كان الفقر فيها يخنق الجميع، ومع ذلك لم يُسلم نفسه لقيود الواقع، بل ظل يتوق إلى ما وراء الأفق.. حتى صار اليوم واحدًا من أبرز رموز العمل الخيري في العالم.
وبات ووكر يتولى رئاسة مؤسسة "فورد" ويحمل بين يديه شيكًا بقيمة 16 مليار دولار تُوزَّع على أنشطة خيرية في الولايات المتحدة وعدد من دول العالم.
ووكر هو رئيس مؤسسة فورد الخيرية، وقد فاز بجائزة "موجة الأمل" التي تقدمها مؤسسة كينيدي للقادة النموذجيين الذين أظهروا التزامًا ثابتًا بالتغيير الاجتماعي، وسعوا لحماية وتعزيز المساواة والعدالة وحقوق الإنسان.
نقلة نوعية لمؤسسة فورد.
منذ تعيينه رئيسًا لمؤسسة "فورد" عام 2013، أحدث نقلة نوعية في عملها، وكانت "فورد" أول مؤسسة غير ربحية تصدر سندًا اجتماعيًا بقيمة مليار دولار في أسواق رأس المال الأمريكية، لدعم المنظمات المتضررة من جائحة كوفيد-19.
وسع ووكر أنشطة المؤسسة دوليًا، فدعّم برامجها في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وأسهم في تطوير مشروعات لمكافحة الفقر، وتوفير فرص العمل، والمنح التعليمية للفئات المحرومة.
وقبل مؤسسة فورد، شغل ووكر منصب نائب رئيس مؤسسة روكفلر، وأشرف على برامج محلية وعالمية، بينها مبادرة إعادة إعمار نيو أورلينز بعد إعصار كاترينا.
ترأس مؤسسة أبيسينيان للتنمية، وهي أكبر منظمة تنمية مجتمعية في هارلم - نيويورك، وقاد استراتيجية شاملة لإحياء المنطقة، تضمنت بناء أكثر من 1000 وحدة سكنية بأسعار معقولة، وإطلاق أول مشروع تجاري كبير في هارلم منذ ستينيات القرن الماضي.
وشارك ووكر، في تأسيس تحالف استثماري لدعم إدماج ذوي الإعاقة في العمل الخيري، وكان داعمًا صريحًا لفكرة "العدالة قبل الكرم".
التعلم والمعرفة والفضول.
وُلد دارين ووكر في مستشفى خيري في لافاييت، لويزيانا عام 1965، وكان من أوائل الأطفال الملتحقين ببرنامج "هيد ستارت" التعليمي.
وصف تلك التجربة قائلًا: "لقد فتح لي عالمًا جديدًا.. عالمًا من التعلم والمعرفة والفضول.. منحني بدايةً جيدة، وغيّر حياتي".
التحق بجامعة تكساس في أوستن، وتخرج عام 1982 بدرجة بكالوريوس في الآداب، ثم حصل على شهادة في القانون عام 1986. بدأ حياته المهنية في شركة محاماة، ثم عمل في بنك الاتحاد السويسري بقسم أسواق رأس المال لمدة سبع سنوات.
وفي عام 2002، التحق بمؤسسة روكفلر حتى عام 2010، وبعدها انتقل إلى مؤسسة فورد، حيث تولى في البداية منصب نائب رئيس للتعليم والإبداع وحرية التعبير، وأشرف على البرمجة الإقليمية في مكاتب المؤسسة بإفريقيا والشرق الأوسط.
وأصدر مؤخرًا كتابًا بعنوان: "من الكرم إلى العدالة: إنجيل جديد للثروة"، وفيه يستلهم كلمات القائد الحقوقي مارتن لوثر كينغ الذي قال: "العمل الخيري يستحق الثناء، ولكن لا يجب أن يسمح للمحسن بأن يتغاضى عن الظلم الذي يجعل العمل الخيري ضروريًا".