"أكسيوس": محتجز أمريكي يشكو من التعذيب داخل سجن بالسلفادور
"أكسيوس": محتجز أمريكي يشكو من التعذيب داخل سجن بالسلفادور
كشف الأمريكي كيلمار آبريغو غارسيا، المُحتجز حالياً في ولاية تينيسي، عن تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة أثناء احتجازه في سجن "سيسوت" الشهير في السلفادور، حيث قضى ما يقرب من 3 أشهر بعد ترحيله بالخطأ من قبل السلطات الأمريكية، في قضية تعصف بالتوازن الحساس بين الهجرة والأمن، وتثير أسئلة جدية حول انتهاكات حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز داخل أمريكا اللاتينية.
وكان آبريغو غارسيا، المولود في السلفادور والمقيم منذ سنوات في الولايات المتحدة، قد رحّل عن طريق الخطأ إلى بلده الأم، رغم أنه كان ينتظر المحاكمة أمام محكمة فيدرالية في ولاية ماريلاند، بتهم تهريب البشر والانتماء لعصابة "MS-13"، وهي تهم ينفيها محاموه بشكل قاطع، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم الخميس.
وفقًا لمذكرة قانونية قدمها فريقه أمام المحكمة، فإن آبريغو غارسيا تعرض منذ لحظة وصوله إلى سجن سيسوت لانتهاكات جسيمة، شملت الضرب المبرح والممنهج، والحرمان من النوم والنظافة والطعام الكافي، وإجباره على الركوع لساعات طويلة، من الساعة 9 مساءً حتى 6 صباحاً، رفقة 20 محتجزاً آخرين.
بالإضافة إلى الاعتداء على من ينهار من الإرهاق، ومنع الوصول إلى الحمامات، ما اضطر البعض لتلويث أنفسهم، والنوم على أسرة حديدية دون فرشات في زنازين لا تدخلها أشعة الشمس، وتضاء بأنوار ساطعة على مدار الساعة.
محاولة لتلميع الصورة
أشار المحامون إلى أنه في شهر أبريل، تم نقل آبريغو غارسيا إلى وحدة أخرى داخل السجن، حيث خضع لتوثيق صور تُظهره وهو ينام على فرشات ويتناول وجبة طعام محسنة، معتبرين أن هذا المشهد كان مرتباً مسبقاً لتلميع صورة السلطات، بينما لم تتغير الظروف القاسية في الواقع.
ولفت الدفاع إلى تدهور ملحوظ في حالته الصحية، إذ خسر أكثر من 14 كيلوغراماً من وزنه خلال أسبوعين فقط، مؤكدين أن ما تعرض له يرقى إلى التعذيب النفسي والجسدي.
ورغم إصدار قاضٍ فيدرالي الأسبوع الماضي قراراً بالإفراج عن غارسيا، إلا أن قاضياً آخر قرر الاثنين إبقاءه رهن الاحتجاز المؤقت، خوفاً من أن تقوم إدارة الهجرة بترحيله مجدداً في حال تم الإفراج عنه. وبهذا، يبقى مصير غارسيا معلقاً بين السجن والمحاكمة والترحيل المحتمل.
اتهامات حكومية مضادة
وفيما يصر فريق الدفاع على براءة موكلهم من كل التهم، أصدرت مساعدة وزير الأمن الداخلي الأمريكي، تريشيا ماكلوفلين، بياناً مساء الأربعاء، تجدد فيه اتهام غارسيا بالانتماء لعصابة إجرامية ووصفته بأنه "مهرب بشر ومعتدٍ منزلي"، مستندة إلى بلاغات سابقة من زوجته التي قالت إنها "طلبت أمر حماية بسبب عنف منزلي".
وأضافت ماكلوفلين: "السرد الإعلامي المتعاطف مع هذا العضو غير القانوني في عصابة إجرامية قد انهار بالكامل. ما زالوا يروجون لقصص حزينة ملفقة، بينما الضحايا الحقيقيون يتم تجاهلهم تماماً".
وأعادت هذه القضية إلى الواجهة الجدل حول ترحيل الأفراد إلى بلدان قد يتعرضون فيها للتعذيب، وهي ممارسة محظورة وفق القانون الأمريكي والدولي، بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعت عليها الولايات المتحدة.
وينبه خبراء حقوق الإنسان إلى أن احتجاز غارسيا في سجن سيسوت يُشكّل خرقاً واضحاً لمبدأ "عدم الإعادة القسرية"، الذي يمنع ترحيل أي شخص إلى دولة قد يتعرض فيها لخطر المعاملة اللاإنسانية أو التعذيب.