الولايات المتحدة تطالب بمهلة 72 ساعة لإيصال المساعدات إلى السودان
الولايات المتحدة تطالب بمهلة 72 ساعة لإيصال المساعدات إلى السودان
طالبت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة خاصة بشأن السودان، اليوم الأحد، بمنح مهلة زمنية لا تتجاوز 72 ساعة لأطراف النزاع، من أجل السماح العاجل بوصول المساعدات الإنسانية ورفع جميع العراقيل التي تعوق تدفق الإمدادات المنقذة للحياة إلى المتضررين من الحرب المستمرة في البلاد.
وشددت المندوبة الأمريكية على أن السودان بات في وضع إنساني بالغ الخطورة، محذّرة من استمرار الحصار على المناطق المنكوبة، وخاصة في دارفور وكردفان، بحسب ما ذكرت "روسيا اليوم".
ودعت إلى فتح كل المعابر داخل البلاد، سواء من جنوب السودان أو عبر الحدود مع تشاد وإثيوبيا، وذلك لتأمين ممرات إنسانية آمنة للمساعدات، في ظل ما وصفته بـ"الشلل الذي أصاب البنية اللوجستية لمكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".
وأكدت ضرورة التزام الجهات المعنية بإصدار التأشيرات للعاملين في المجال الإنساني خلال أسبوع من تقديم الطلبات، محذرة من أن استمرار العراقيل البيروقراطية يمثل استخفافاً بأرواح المدنيين السودانيين.
إعادة تفعيل لجنة الخبراء
وشددت المندوبة على وجوب مساءلة الجماعات المسلحة والمليشيات التي تعوق وصول المساعدات وتستولي عليها، مؤكدة أن "الإنكار المتواصل لحقوق المدنيين في الغذاء والدواء يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي".
وفي السياق، دعت مجلس الأمن إلى الإسراع بإعادة تشكيل لجنة الخبراء الخاصة بالسودان، من أجل مواصلة التحقيق في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب، بما يشمل رصد الانتهاكات ضد النازحين والأقليات، وعمليات التجويع الممنهجة.
في رد على المطالب الدولية، أعلنت الحكومة السودانية عن عدد من الإجراءات لتسهيل العمل الإنساني، حيث أكدت منح 6800 تأشيرة للعاملين في المجال الإغاثي وفتح 7 معابر حدودية، تشمل مداخل نحو دارفور والنيل الأزرق وشرق البلاد.
ووصفت وزارة الخارجية السودانية هذه التسهيلات بأنها "جزء من الالتزام السيادي لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم"، فيما شكّك ناشطون ومنظمات حقوقية في جدوى الإجراءات دون ضمانات أمنية دولية لحماية القوافل والمخيمات.
السودان أولوية للدبلوماسية الأمريكية
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن السودان سيكون "المحور الأول في جهود الولايات المتحدة القادمة لإحلال السلام في إفريقيا"، مشيراً إلى أن الملف السوداني سيحظى بتركيز مباشر من كبير مستشاريه للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، والذي لعب دوراً أساسياً في التوصل إلى اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا، الأسبوع الماضي، في واشنطن برعاية قطرية.
وأضاف روبيو في كلمته على هامش توقيع الاتفاق: "حان الوقت لإنهاء دوامة العنف في السودان، وسنواصل استخدام كل أدواتنا الدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات، ودعم عملية سياسية سودانية شاملة".
وفي تطور إنساني ميداني، كشف السفير الزين إبراهيم حسين، المندوب السوداني لدى الاتحاد الإفريقي، عن تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين السودانيين من إثيوبيا إلى ولايتَي النيل الأزرق والقضارف، بالتزامن مع تحسن نسبي في الوضع الأمني.
وأوضح أن عودة المواطنين بدأت تدريجياً مع استئناف الأنشطة الزراعية والتجارية والرعوية، خصوصاً مع بداية موسم الأمطار، مشدداً على دور السلطات المحلية في تسهيل عودة الحياة اليومية تدريجياً.
دور فاعل لمنظمة الهجرة
من ناحيتها، أكدت واني فال، رئيسة بعثة منظمة الهجرة الدولية في إثيوبيا، خلال لقائها مع السفير السوداني، التزام المنظمة بدعم اللاجئين السودانيين ومتابعة أوضاعهم الإنسانية، مع مواصلة التنسيق لضمان تنقل آمن وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين العائدين إلى المناطق المحررة أو المستقرة.
يعكس المشهد الحالي تزايد الضغوط الدولية على أطراف النزاع في السودان، وسط انقسام حاد في الميدان وغياب آلية فعالة لتنفيذ التسهيلات المعلنة.
وفيما تواصل الولايات المتحدة تحركها الدبلوماسي وتحشد الدعم الدولي، تبقى الاستجابة الفعلية للمطالب الإنسانية مرهونة بوقف العمليات العسكرية وضمان سلامة العاملين في الميدان، وهو ما سيتضح في الأيام القليلة المقبلة، ولا سيما مع انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي دعت إليها واشنطن.