"قلم أميركا": إيران تقمع الكتّاب والفنانين بذريعة الأمن القومي بعد حرب إسرائيل
"قلم أميركا": إيران تقمع الكتّاب والفنانين بذريعة الأمن القومي بعد حرب إسرائيل
أطلقت منظمة "قلم أميركا" (PEN America) تحذيرًا صارخًا من تصاعد حملة القمع الداخلية التي يقودها النظام الإيراني ضد الكتّاب والنشطاء والفنانين، مستغلًا التوترات الأخيرة مع إسرائيل غطاءً لتضييق الخناق على حرية التعبير.
ودعت المنظمة في بيان رسمي الجمعة، إلى وقف فوري للاعتقالات التعسفية وضمان سلامة كل من يتعرض للملاحقة بسبب آرائه وفق "إيران إنترناشيونال".
استغلال الحروب لقمع الأصوات
قالت كارين دويتش كارلكار، مديرة قسم "الكتّاب المعرّضين للخطر" في المنظمة: "الحكومات غالبًا ما تستغلّ أجواء الحرب لتقييد حرية التعبير، وإيران ليست استثناءً من هذه القاعدة".
وأضافت أن السلطات الإيرانية تسعى إلى إسكات الأصوات المعارضة والمدافعة عن حقوق الإنسان، خصوصًا من يعبّرون عن مواقف نقدية تجاه الحرب أو السياسات الداخلية.
هجوم على سجن إيفين
سلّط البيان الضوء على الهجوم الجوي الإسرائيلي على سجن "إيفين" في العاصمة طهران بتاريخ 23 يونيو الماضي، والذي أسفر عن مقتل العشرات من السجناء.
وأكدت المنظمة أن النظام الإيراني تلقى تحذيرات مسبقة بشأن الهجوم المحتمل، لكنه لم يتخذ أي إجراء لحماية السجناء، بل ألغى إجازاتهم، ما عدّه البيان "إخلالًا جسيمًا بالمسؤولية".
قائمة معتقلين تتسع.. ووجوه بارزة خلف القضبان
أورد البيان قائمة بأسماء معتقلين جُدد، من شخصيات ثقافية وفنية بارزة:
حسين رونقي: مدوّن وناشط اعتُقل في 24 يونيو، بعد أسبوع من اعتقال شقيقه حسن رونقي إثر تعرضه للضرب.
توماج صالحي: مغني راب وسجين سياسي سابق، خضع للاعتقال المؤقت والاستجواب في 18 يونيو، رغم إلغاء حكم إعدامه السابق في أبريل.
علي قبجاق شاهي: كاتب مسرحي ومخرج من الأقلية الأذرية، اعتُقل في 26 يونيو.
رحيم بقال أصغري: رسام كاريكاتير ناطق بالتركية، اعتُقل في 24 يونيو.
دنيا حسيني: مدوّنة وناشطة معروفة بلقب "دنيا آزاد"، اعتُقلت في 16 يونيو بعد اقتحام منزلها، ونُقلت إلى سجن "إيفين"، حيث بقيت 12 يومًا في العزل التام دون توجيه تهم.
سجون بديلة وظروف "سيئة للغاية"
أشارت "قلم أميركا" إلى نقل عدد من السجناء الناجين من الهجوم إلى سجن طهران الكبرى بالنسبة للرجال، وسجن "قرشك" بالنسبة للنساء، وهما سجنان معروفان بظروف احتجاز "سيئة للغاية"، وفق مصادر حقوقية.
دعم مستمر لنشطاء تحت التهديد
أكدت المنظمة أنها تتابع قضايا العديد من الكتّاب والنشطاء الذين ما زالوا يتعرضون للقيود، من أبرزهم: كلرخ إيرائي: كاتبة وناشطة نسوية، أنيشا أسداللهي: مترجمة وناشطة عمالية، ورضا خندان: ناشط حقوقي وزوج المحامية المعروفة نسرين ستوده.
إيران ثاني أكبر سجان للكتّاب بعد الصين
أفاد تقرير "حرية الكتابة" السنوي للمنظمة أن إيران تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد الصين في عدد الكتّاب المسجونين، بواقع 43 كاتبًا (30 رجلاً و13 امرأة).
ورغم تراجع الأرقام مقارنة بذروة عام 2022، فإن الرقابة والقيود لا تزال تحكم المشهد الثقافي في إيران.
دعوة لإنهاء القمع تحت غطاء الحرب
في ختام بيانها، شددت "قلم أميركا" على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع الكتّاب والمعتقلين بسبب آرائهم، مشيرة إلى أن الحرب يجب ألا تكون ذريعة لقمع الأصوات المستقلة في الداخل الإيراني.
تصاعدت وتيرة الاعتقالات السياسية في إيران منذ التصعيد العسكري مع إسرائيل في يونيو 2025، بعد سلسلة من الهجمات الجوية المتبادلة، تاريخيًا، استخدم النظام الإيراني أجواء التوترات الإقليمية كذريعة لتشديد الرقابة الداخلية، وتُعد "قلم أميركا" من أبرز المنظمات الحقوقية الدولية المدافعة عن حرية التعبير، وتصدر تقارير سنوية توثق أوضاع الكتّاب المضطهدين حول العالم.