تقارير إعلامية: مقاطع فيديو عنصرية ومعادية للسامية تجتاح منصة "تيك توك"
باستخدام الذكاء الاصطناعي
كشفت تقارير إعلامية مستقلة عن موجة من مقاطع الفيديو العنصرية والمعادية للسامية التي غمرت منصة "تيك توك"، والتي أُنتجت باستخدام نموذج الفيديو المتقدم Veo 3 من شركة "غوغل"، وحملت المقاطع، التي لا تتجاوز 8 ثوانٍ، رسائل فجة وصورا نمطية مسيئة تستهدف في معظمها أصحاب البشرة السمراء والمهاجرين.
ذكرت منظمة MediaMatters في تقريرها المنشور اليوم الاثنين أن الحسابات المسيئة نشرت المحتوى علنًا، وغالبًا ما صوّرت السود كمشتبه بهم دائمين، أو ربطتهم بكاريكاتيرات عنصرية، إلى جانب إيحاءات سلبية بحق المهاجرين، وأظهرت بعض المقاطع علامة "Veo"، ما يربطها مباشرة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شركة غوغل.
تعطيل سياسات الأمان
رغم إعلان "غوغل" عند إطلاق Veo 3 في مايو عن سياسات أمان صارمة تمنع الإساءة، فإن تقارير تقنية أكدت أن المستخدمين استطاعوا التحايل على الحواجز الأخلاقية والتعليمات الصريحة لإنتاج محتوى عنصري عبر تعليمات مبهمة، دون أن يتم رصده من النظام.
أسهمت قدرات Veo 3 العالية على إنتاج فيديوهات احترافية في انتشار هذه المقاطع، ما جعل الذكاء الاصطناعي يتحول من أداة إبداع إلى أداة محتملة لتغذية التمييز العنصري والصور النمطية، خاصة في منصات جماهيرية مثل "تيك توك".
فشل في ضبط المحتوى
أكد متحدث باسم "تيك توك" أن المنصة حظرت أكثر من نصف الحسابات الواردة في التقرير قبل نشره، والباقي لاحقاً، مشيرًا إلى أنها تعتمد على أنظمة آلية ومراجعين بشريين لمراقبة المحتوى، لكن حجم التحميلات الهائل، كما قال، يصعّب مهمة الاستجابة الفورية ويخلق ثغرات خطرة.
وتواجه غوغل ضغوطًا متزايدة بشأن فعالية القيود التقنية في نموذجها، خاصة مع خطط دمج Veo 3 قريبًا في "يوتيوب شورتس"، وهو ما قد يفتح الباب لموجة جديدة من المحتوى المسيء إذا لم تُفرض رقابة استباقية فعالة.
فجوة الأخلاق في الذكاء الاصطناعي
قال مراقبون تقنيون إن الحادثة تُعد إنذارًا حقيقيًا بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يتحول إلى سلاح ثقافي وأخلاقي إذا لم تتم مراجعته باستمرار، داعين إلى تعاون دولي وتشريعي لمنع التلاعب الخطر بهذه الأدوات.
يذكر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي حققت طفرة كبيرة منذ عام 2023، خاصة في مجالات إنتاج الفيديو والصور والنصوص. ورغم إعلان الشركات الكبرى، مثل "غوغل" و"ميتا" و"أوبن إيه آي"، عن ضوابط تقنية وأخلاقية في نماذجها، فإن التطبيق العملي لا يزال يكشف عن ثغرات كبيرة تسمح بإنتاج محتوى مسيء أو محرض.
ويُعد Veo 3 من أكثر مولدات الفيديو تقدمًا، لكن الحادثة الحالية تعيد النقاش حول مسؤولية الشركات التقنية في حماية المجتمعات من أضرار هذه الأدوات.