عربات متهالكة ووقود نادر.. سكان غزة يصارعون طريق العودة إلى الحياة
عربات متهالكة ووقود نادر.. سكان غزة يصارعون طريق العودة إلى الحياة
جلس محمد سعد برفقة عدد من النازحين في قطاع غزة داخل عربة محلية الصنع تجرها سيارة متهالكة، في انتظار التحرك وسط شوارع المدينة المدمّرة، فهذه هي وسيلة المواصلات الوحيدة المتاحة لكثيرين، رغم أنّها غير مريحة وتكلفتها مرتفعة جدًّا بفعل الحرب المستمرة منذ أكتوبر الأول 2023.
وقال محمد، الذي نزح من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وفقًا لموقع أخبار الأمم المتحدة:"المواصلات صعبة جدًّا وغير آمنة. الطرق مرهقة. ندعو الله أن يلهمنا الصبر وأن نعود إلى ديارنا".
في شارع الرشيد غرب قطاع غزة، المكتظ بالعربات والدراجات النارية ثلاثية العجلات، تقول أم هيثم الكولك التي لم تخفِ مرارتها من الواقع، "الناس بالكاد يجدون ما يأكلونه، فكيف سيدفعون للمواصلات؟ معظم تنقلاتنا نُجريها سيرا على الأقدام، كان الله في عون السائقين، فالوقود باهظ جدًّا وكل الشعب مرهق".
الأسعار تحرق السائقين والركاب
اشتكى السائق عبد الكريم أبو عاصي من الأسعار الجنونية للوقود بسبب النقص الحاد جراء الحصار الإسرائيلي قائلًا:"سعر لتر السولار وصل إلى 100 شيكل (نحو 27 دولارا). نحاول استخدام وقود مُصنّع محليًّا، لكنه يضر بالسيارات كثيرًا".
وتابع بمرارة: "أسعار قطع الغيار تضاعفت بشكل يفوق التصور، القطعة التي كانت تُباع بـ100 شيكل، أصبحت تُباع بنحو 2000 شيكل (560 دولارًا). كما أن الطرق مدمَّرة، وحتى البلديات لا تستطيع إصلاحها بالكامل.
لا بديل سوى الانتظار
ورغم كل هذا العناء، واصل الناس تنقلهم لتيسير أمورهم اليومية. جلس حسين الحمارنة داخل سيارة ستقلّه جنوب القطاع، وقال: "هذه الوسائل غير مريحة، مثل التوكتوك والعربات التي تجرها السيارات والمصممة للبضائع لا للبشر، لكن لا خيار آخر لمن لا يملك سيارة".
أما تيسير أبو عصر، الذي ينادي على الركاب وينظمهم في عربات تجرها السيارات، فقال: "نحاول مساعدة الناس. هذه العربات باتت وسيلتنا الوحيدة بعد تدمير الحافلات وسيارات الأجرة".
ويعاني قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 من أزمة وقود خانقة وانهيار شبه كامل في البنية التحتية، ما جعل التنقل اليومي تحديًا وجوديًا، وكالات أممية حذرت مؤخرًا من وصول نقص الوقود إلى مستويات حرجة، ما يهدد بزيادة معاناة ملايين السكان المحاصَرين.