غزة بلا وقود... "الأونروا" تحذر من انهيار شامل للخدمات وسط مجاعة خانقة
غزة بلا وقود... "الأونروا" تحذر من انهيار شامل للخدمات وسط مجاعة خانقة
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نفاد الوقود في غزة يهدد بإحداث انهيار تام في العمل الإنساني، ويضيف عبئًا لا يُحتمل على أكثر من مليوني فلسطيني يتأرجحون على حافة المجاعة، في وقتٍ تبدو فيه آلة الحرب الإسرائيلية مصمّمة على خنق ما تبقى من مقومات الحياة.
وأكدت "الأونروا"، اليوم الأحد، عبر منشور على منصة "إكس"، أن الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة تهدد بوقف شامل لجميع العمليات الإنسانية، مستندة إلى بيان أممي مشترك أصدرته سبع وكالات أممية، بينها برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وجاء في البيان أن الوقود هو عصب الحياة في غزة، فهو لا يقتصر على تشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف، بل يتعدى ذلك ليشمل محطات تحلية المياه، والمخابز، وشاحنات نقل المساعدات، وشبكات الصرف الصحي، وحتى جمع النفايات، في مشهدٍ مرعب من الاعتماد الكامل على وقود بات شحيحًا أو معدومًا.
مساعدات مهددة بالتوقف
نبهت الأمم المتحدة إلى أن النقص في الوقود لا يعني فقط تعطّل الخدمات الأساسية، بل يؤدي إلى تفكك المنظومة الإنسانية برمتها، مشددةً على أن "بدون وقود كافٍ، من المرجح أن تضطر وكالات الأمم المتحدة إلى وقف عملياتها بالكامل، ما سيؤدي إلى غياب الرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والغذاء، والمأوى".
وحذرت الوكالات من أن الاستمرار في منع إدخال الوقود منذ مارس الماضي، وغياب أي استجابة دولية جدية، يدفع القطاع نحو كارثة شاملة لا تقل فتكًا عن القصف، خاصة مع تدمير غالبية البنى التحتية وتراجع قدرة المؤسسات المحلية على مواصلة عملها.
وأعلنت بلديات محافظات غزة الوسطى والجنوبية، في بيان مشترك اليوم الأحد، توقف خدماتها الأساسية بالكامل نتيجة الانقطاع التام لإمدادات الوقود، مشيرة إلى أن محطات الصرف الصحي وآبار المياه وآليات جمع النفايات لم تعد قادرة على العمل، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية وشيكة.
ومع دخول الأزمة شهرها العاشر، يشهد قطاع غزة انهيارًا كاملاً في النظام الصحي، حيث توقفت المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية عن العمل، إما بفعل الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال أو بسبب نفاد الوقود، وفق ما أكده مسؤولون أمميون.
مجاعة وأرقام مرعبة
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حرب إبادة غير مسبوقة على سكان قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 196 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وتشريد نحو مليوني شخص من أصل 2.3 مليون هم سكان القطاع.
ووسط هذا الدمار، تفيد بيانات الأمم المتحدة بأن نصف سكان غزة (نحو 1.1 مليون شخص) يعانون من انعدام غذائي حاد، فيما يعيش نحو 470 ألف شخص على حافة المجاعة الكاملة، وقد توفي عشرات الأطفال جوعًا منذ بداية العام، في ظل تقاعس دولي واضح رغم تحذيرات محكمة العدل الدولية.