مع قرب الشتاء.. تراجع التمويل يهدد ملايين اللاجئين في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا
مع قرب الشتاء.. تراجع التمويل يهدد ملايين اللاجئين في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا
حذّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن ملايين اللاجئين والنازحين داخلياً يواجهون شتاءً قاسياً هذا العام، في وقت تتراجع فيه المساعدات الإنسانية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، ومع حلول الأشهر الأكثر برودة في نصف الكرة الشمالي، تجد الأسر المهجّرة نفسها أمام خطر البرد القارس دون ما يكفي من المأوى أو التدفئة أو الأغطية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان إن تمويلها الحكومي شهد انخفاضاً كبيراً، ما اضطرها إلى إطلاق حملة لجمع ما لا يقل عن خمسة وثلاثين مليون دولار عبر التبرعات العامة لمساعدة اللاجئين السوريين والأفغان والأوكرانيين خلال فصل الشتاء، وفق فرانس برس.
وقالت دومينيك هايد، مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية، إن ملايين العائلات النازحة ستضطر لتحمّل درجات حرارة تحت الصفر دون أبسط مقومات الأمان، مثل سقف يحميها، أو بطانيات، أو ملابس دافئة، أو أدوية، وأضافت أن الميزانيات المخصصة للمساعدات الإنسانية بلغت حافة الانهيار، وأن برامج الدعم الشتوي ستكون أقل بكثير من الأعوام الماضية.
تراجع المساهمات الدولية
كانت الولايات المتحدة، تقليدياً، أكبر مانح للمفوضية، إذ كانت تغطي أكثر من أربعين في المئة من ميزانيتها، إلا أن تخفيضات المساعدات الخارجية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، وتراجع إنفاق دول مانحة كبرى أخرى، تركت فجوة كبيرة في تمويل العمل الإنساني.
ودعت المفوضية المانحين من القطاعين العام والخاص إلى التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح خلال الأشهر المقبلة.
وأكدت المفوضية أنها تخطط لاستخدام المساعدات المرتقبة في إصلاح المنازل المتضررة، وتوفير العزل والبطانيات، ودعم الأطفال وكبار السن بالأدوية والطعام الساخن، إضافة إلى تأمين مستلزمات التدفئة في المخيمات والمناطق النائية.
العودة إلى منازل مدمّرة
حذّرت الوكالة الأممية من أن اللاجئين العائدين إلى أوطانهم سيتأثرون بشدة هذا الشتاء، إذ عاد أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، ليجد كثير منهم منازلهم مدمرة بالكامل بعد حرب استمرت أربعة عشر عاماً، وأوضحت المفوضية أن خفض التمويل يهدد بترك نحو سبعمئة وخمسين ألف شخص دون دعم أساسي خلال الأشهر الباردة.
وفي أفغانستان، عاد أكثر من مليونين ومئتي ألف شخص من باكستان وإيران هذا العام، وغالبية هؤلاء لا يملكون مأوى أو مدخرات، فيما زادت الزلازل الأخيرة من معاناتهم، أما في أوكرانيا، فتستعد البلاد لشتاء رابع من الحرب، مع درجات حرارة قد تنخفض إلى عشرين درجة تحت الصفر، وتزايد انقطاعات الكهرباء والمياه والغاز بسبب الهجمات المتكررة.
ضيق الوقت يفاقم المعاناة
أكدت المفوضية أن فرقها المنتشرة في الميدان تبذل كل ما في وسعها لحماية اللاجئين من البرد القارس، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل وضيق الوقت، وقالت دومينيك هايد إن العاملين الإنسانيين يواصلون عملهم رغم الصعوبات، لكنهم بحاجة ماسة إلى دعم عاجل يضمن استمرار العمليات وإنقاذ الأرواح.
يواجه أكثر من مئة مليون شخص حول العالم أوضاعاً نزوحية قسرية بسبب الحروب والنزاعات والكوارث المناخية، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ومع ازدياد الأزمات وتراجع التمويل الدولي، تحذر الوكالات الإنسانية من أن فجوة الاستجابة تتسع عاماً بعد عام.
وتعد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجهة الأممية الرئيسة المسؤولة عن حماية ودعم اللاجئين والنازحين، وتوفر المأوى والتعليم والرعاية الصحية والمساعدات النقدية الطارئة في أكثر من مئة دولة، ومع تزايد حدة الشتاء في مناطق النزاع، يصبح تأمين الدفء والطعام والمأوى مسألة حياة أو موت لملايين الأطفال والنساء وكبار السن.











