سقوط 12 قتيلاً و20 مصاباً إثر انفجار في العاصمة الباكستانية
سقوط 12 قتيلاً و20 مصاباً إثر انفجار في العاصمة الباكستانية
هزّ انفجار ضخم، صباح اليوم الثلاثاء، العاصمة الباكستانية إسلام آباد، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلًا على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين، في حادث دموي وقع قرب مجمع المحاكم في القطاع G-11، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام باكستانية رسمية.
وخلّف الانفجار حالة من الهلع والفوضى في المنطقة المزدحمة، حيث كان عدد كبير من المحامين والمدنيين متواجدين في محيط المحكمة وقت الحادث، بحسب ما ذكرت قناة "روسيا اليوم".
استنفار أمني واسع
أفادت قنوات تلفزيونية باكستانية محلية بأن فرق الطوارئ هرعت إلى موقع الانفجار فور وقوعه، بينما طوقت الشرطة المكان بالكامل وأغلقت الطرق المؤدية إلى مجمع المحاكم.
وأكد متحدث باسم شرطة العاصمة أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعت داخل سيارة كانت متوقفة في ساحة المحكمة، مشيرًا إلى أن ألسنة اللهب تصاعدت بشكل كثيف عقب الانفجار، ما تسبب في اندلاع حرائق داخل عدد من السيارات المجاورة.
وأوضح أن السلطات فتحت تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية الجناة، في حين لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن التفجير.
تفجير آخر شمال البلاد
شهدت باكستان في اليوم ذاته حادثًا أمنيًا آخر في مقاطعة خيبر بختونخوا، حيث استهدفت عبوة ناسفة قافلةً لقوات الأمن، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 16 عنصرًا بجروح متفاوتة.
ويُعد هذا الهجوم هو الثاني خلال أقل من 24 ساعة بعد تفجير مماثل وقع في نيودلهي، ما أثار مخاوف من تصاعد وتيرة التفجيرات المتزامنة في المنطقة بين الهند وباكستان.
وتواجه باكستان منذ أشهر موجة عنف متصاعدة تقف خلفها في الغالب جماعات متطرفة تنشط في المناطق الحدودية مع أفغانستان، ولا سيما "تحريك طالبان باكستان" التي كثّفت من هجماتها ضد قوات الأمن ومؤسسات الدولة.
وتشير التقارير الأمنية إلى أن إسلام آباد كانت خلال الأسابيع الماضية في حالة تأهب قصوى، وسط تحذيرات من تنفيذ عمليات إرهابية داخل العاصمة، خصوصًا بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت مراكز للشرطة ومقرات حكومية في ولايتي بلوشستان وخيبر بختونخوا.
تداعيات سياسية وأمنية
أثار التفجير الأخير ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والقضائية، حيث دعا اتحاد المحامين إلى إضراب احتجاجي، مطالبًا الحكومة بتشديد الإجراءات الأمنية حول المحاكم ومؤسسات العدالة.
وفي المقابل، عقدت وزارة الداخلية الباكستانية اجتماعًا طارئًا لمراجعة الوضع الأمني وتنسيق الجهود بين الجيش والاستخبارات، في وقتٍ تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء أنوار الحق كاكر لضغوط متزايدة بسبب تدهور الأمن الداخلي وتراجع الثقة الشعبية.
وتعاني باكستان منذ عقدين من تحديات أمنية متكررة ناجمة عن نشاط الجماعات المتطرفة التي برزت عقب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وقد أودت الهجمات الإرهابية في البلاد بحياة أكثر من 70 ألف شخص خلال العقدين الماضيين، وفق إحصاءات رسمية.
ورغم الجهود التي تبذلها السلطات لتعزيز الأمن في العاصمة، فإن الانفجار الأخير يذكّر بخطورة الوضع الهش وبتداخل التهديدات الإقليمية التي تعصف بجنوب آسيا.











