إعصار فونج وونج يغادر الفلبين مخلفاً دماراً وتشريد أكثر من مليون شخص

غادر الإعصار فونج وونج شمال غرب الفلبين يوم الاثنين بعد أن اجتاح مناطق واسعة في الشمال، متسبباً في فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق، وقطع الكهرباء عن محافظات بأكملها، وأسفر الإعصار عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وتشريد أكثر من مليون وأربعمئة ألف شخص، وفق ما أكدته السلطات المحلية.

تايوان في مسار العاصفة القادمة

وأفادت مراكز الأرصاد الجوية أن الإعصار فونج وونج يتجه حالياً نحو شمال غرب البلاد باتجاه تايوان، وسط توقعات بتراجع قوته تدريجياً مع عبوره بحر الصين الجنوبي، لكنه ما زال يشكل خطراً بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة المصاحبة له وفق وكالة الأنباء الألمانية.

دمار متجدد بعد إعصار كالمايجي

وجاءت الكارثة الجديدة في حين لم تتعاف الفلبين بعد من الدمار الكبير الذي خلّفه إعصار كالمايجي الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن مئتين وأربعة وعشرين شخصاً في المقاطعات الوسطى قبل أن يضرب الأراضي الفيتنامية، حيث أودى بحياة خمسة آخرين على الأقل.

وضرب فونج وونج اليابسة في مقاطعة أورورا شمال شرق البلاد ليل الأحد الماضي بوصفه إعصاراً عملاقاً برياح مستدامة بلغت سرعتها 185 كيلومتراً في الساعة، وهبّات وصلت إلى 230 كيلومتراً في الساعة، ومع تقدمه داخل المناطق الجبلية الشمالية والسهول الزراعية، بدأ الإعصار يضعف تدريجياً قبل أن يبتعد عن الساحل متجها نحو البحر.

خسائر بشرية ونزوح واسع

قالت السلطات إن أحد الضحايا غرق في فيضانات مفاجئة بمقاطعة كاتاندوانيس، في حين لقيت امرأة حتفها بعد انهيار منزلها في مدينة كاتبالوجان شرقي البلاد، ونقل أكثر من مليون وأربعمئة ألف شخص إلى مراكز الإجلاء أو إلى منازل أقاربهم قبل وصول الإعصار إلى اليابسة، ولا يزال نحو ثلاثمئة وثمانية عشر ألفاً منهم في الملاجئ حتى اليوم.

تتعرض الفلبين سنوياً لما يقارب عشرين إعصاراً وعاصفة استوائية، إلى جانب نشاط زلزالي وبركاني كثيف يجعلها من أكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية في العالم، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن البلاد تكبدت خلال العقد الأخير خسائر تقدر بمليارات الدولارات بسبب الأعاصير المتكررة التي تتزايد شدتها نتيجة لتغير المناخ العالمي وارتفاع درجات حرارة المحيطات، وتكافح الحكومة والمنظمات الإنسانية لتأمين الغذاء والمأوى للملايين الذين يتضررون سنوياً من هذه الكوارث.