اضطهاد يطول النساء.. احتجاجات في بريطانيا تندد بقمع البلوش في باكستان وإيران

تواجه النساء في إقليم بلوشستان تصعيداً خطيراً في سياسات القمع يتمثل في الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، وسط اتهامات مباشرة للسلطات في كل من باكستان وإيران بانتهاج نهج ممنهج يستهدف كسر إرادة الشعب البلوشي، مع تركيز متزايد على النساء بوصفهن حلقة أضعف وأداة للضغط الاجتماعي والسياسي.

وشهدت مدينة مانشستر البريطانية احتجاجاً نظمته حركة بلوشستان الحرة للتنديد بعمليات اختطاف واعتقال النساء البلوشيات، ولتسليط الضوء على ما وصفته الحركة بـ«الصمت الدولي» إزاء الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين في الإقليم، بحسب ما ذكرت وكالة “أنباء المرأة”، اليوم الأربعاء. 

وشارك في الفعالية عدد من النشطاء والسياسيين، منهم جيف براون عن حزب العمال الاشتراكي، إلى جانب ماركوس ويست، وراجي بلوش، ونوبات ماري من حركة «نطالب بالتغيير».

استهداف وقمع النساء

أكد بيان صادر عن الحركة خلال الاحتجاج أن وتيرة القمع بحق النساء البلوشيات شهدت تصاعداً ملاحظاً في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى حوادث اقتحام المنازل واختطاف النساء، واحتجازهن في ظروف مجهولة دون أي إجراءات قانونية. 

واعتبر البيان أن هذا الاستهداف المتزايد للنساء لا ينفصل عن السياسات العامة الرامية إلى إخماد أي شكل من أشكال المقاومة البلوشية، وإرهاب المجتمع عبر ضرب بنيته الاجتماعية.

وأوضح المشاركون في الاحتجاج أن السلطات في باكستان وإيران تستخدم الاعتقالات والاختفاء القسري وسيلة لإسكات الأصوات المعارضة، لافتين إلى أن النساء أصبحن في صدارة هذا القمع، سواء من خلال اعتقال ناشطات أو اختطاف قريبات لمعارضين سياسيين، في محاولة لفرض عقاب جماعي.

خلفيات وذاكرة مفتوحة

استعاد البيان ما عُرف بـ«الجمعة الدامية» عام 2022، حين أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على متظاهرين خرجوا احتجاجاً على مقتل الشابة الكردية جينا أميني، وعلى حادثة اغتصاب الطفلة ماهو بلوش (15 عاماً)، ما أسفر حينها عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصاً. 

واعتبر المحتجون أن تلك الأحداث شكّلت محطة مفصلية كشفت مستوى العنف الممارس ضد الأقليات، ومنها الشعب البلوشي.

وأشار البيان كذلك إلى أن القمع في باكستان ليس جديداً، بل يمتد منذ عقود، وتحديداً منذ ضم بلوشستان، لكنه تصاعد بشكل لافت مع تزايد المطالب الشعبية بالحقوق السياسية وتقرير المصير. 

وأضاف أن تقارير حقوقية وثّقت اختطاف نساء، بينهن امرأة حامل في شهرها الثامن، ما زلن حتى اليوم في عداد المفقودين.

دعوات للتضامن الدولي

دعا منظمو الاحتجاج المجتمع الدولي، ولا سيما الرأي العام البريطاني، إلى ممارسة الضغط على حكوماتهم لاتخاذ مواقف واضحة ضد ما يتعرض له الشعب البلوشي، معتبرين أن الصمت الدولي يشجع على استمرار الانتهاكات. 

وشددوا على أن التضامن مع النساء البلوشيات يمثل خطوة أساسية في مواجهة سياسات القمع، وحماية حقوق الإنسان في واحدة من أكثر المناطق تهميشاً في العالم.