"جزيرة المراهقين".. مساحة افتراضية آمنة لمساعدة وتمكين الشباب في أوكرانيا
"جزيرة المراهقين".. مساحة افتراضية آمنة لمساعدة وتمكين الشباب في أوكرانيا
انضم أوليكسي ليتفينينكو، (22 عامًا)، إلى برنامج UPSHIFT "شيفت أب"، وهو مشروع تدعمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ويعمل على تمكين الشباب، على أمل مساعدة المراهقين على التكيف، فمنذ 24 فبراير 2022، تغيرت الحياة بالنسبة للعائلات الأوكرانية؛ فوسط حرب مدمرة، تدهورت الظروف المعيشية بسرعة، وأجبر العديد من الآباء والأطفال على الاختباء في الملاجئ لأسابيع، لم يكن لدى ملايين آخرين خيار سوى الفرار إلى مدن أخرى، أو حتى بلدان أخرى.
يقول "ليتفينينكو": "لقد بالغت الحرب في تضخيم العديد من المشكلات التي واجهها المراهقون.. إنها قضايا مثل المساحة الشخصية والإخلاء وفقدان الأحباء والعديد من الأشياء الأخرى".
بصفته عضوًا في فريق Teenage Island "جزيرة المراهقين"، أنشأ مساحة افتراضية آمنة باستخدام منصة Discord "ديسكورد"، التي تحظى بشعبية بين المراهقين في أوكرانيا، والتي تمكن المراهقين من التواصل مع أقرانهم وتلقي مساعدة نفسية متخصصة.
يقول ليتفينينكو: "هذا مكان آمن حيث يمكنك الابتعاد عن الواقع غير المرغوب فيه، والذي يمثل في الوقت الحالي، بالنسبة لنا (الحرب)".
وينظم ليتفينينكو وفريقه استشارات جماعية مع طبيب نفساني، حيث يناقشون القضايا وكيفية التعامل معها، يمكن لكل مشارك تقديم طلب مجهول الاسم، وسيقوم أحد المتخصصين بالتعليق عليه.
تقول آنا بوينوفا، إحدى مؤسسي المشروع: "غالبًا ما يثيرون مشكلات مثل التكيف مع الظروف الجديدة، والصراعات مع زملائهم في الفصل، فضلاً عن فقدان الأحباء، والاغتصاب ومحاولات الانتحار واضطرابات الأكل أقل شيوعًا".
وسجل الفريق أيضًا سلسلة من "البودكاست" للمساعدة في الوصول إلى جمهور أوسع من المراهقين، تناقش فيه عالمة نفس ومراهقة، تدعى صوفيا (17 عامًا) المشكلات المختلفة التي تؤثر على أقران صوفيا.
تقول صوفيا: "لدي الكثير من المعارف، وخاصة المراهقين، الذين يحبون الاستماع إلى شيء ما عندما يقومون ببعض الأعمال.. هذا هو السبب في أن البودكاست هو ما تحتاج إليه تمامًا".
وهذا ليس كل شيء، فقد نظم الفريق أيضًا دروسًا في الكتابة الإبداعية ومغامرة "الزنزانات والتنينات"، مما يمنح المراهقين متنفسًا لعواطفهم، كل هذا يحدث من خلال منصة واحدة على الإنترنت.
تقول صوفيا: من الرائع أن يختار فريق "جزيرة المراهقين"، منصة "ديسكورد".. إنه رائع حقًا لأن جميع أصدقائي يعرفون هذه المنصة.. غالبًا ما يقضون الوقت هناك.
بالإضافة إلى منح المراهقين مكانًا للعثور على المساعدة والمشورة أثناء الحرب، فقد منحهم الفريق أيضًا طريقة لتكوين صداقات جديدة.
تقول بوينوفا: "أشعر برضا لا يُصدق مما أفعله، خاصة عندما أساعد المراهقين، يشكرونني ويقولون إن هذا أمر مفيد حقًا، يرى المراهقون المعنى الحقيقي في هذا النشاط".
تدعم "أب شيفت" المراهقين والشباب، بمن فيهم الأكثر حرمانًا وضعفًا، ويجمع المشروع بين ورش عمل التصميم التي تركز على الإنسان والإرشاد لإطلاق العنان لمهارات حل المشكلات الإبداعية للقادة الشباب.