"شانتيخانا".. مكان يعمه السلام في أكبر مخيم للاجئين في العالم

"شانتيخانا".. مكان يعمه السلام في أكبر مخيم للاجئين في العالم

تعيش "سُفيرا" البالغة من العمر 16 عامًا في مخيم للاجئين في كوكس بازار- بنغلاديش، وسط عشرات الآلاف من الفتيات مثلها، من بين ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينغا فروا من العنف في ميانمار.

ولأن المخيمات ليست مكانا صحيا يكبر فيه الأطفال، والفتيات الصغيرات مثل "سُفيرا" فهن معرضات للخطر بشكل خاص، حيث تم بناء المخيم على تضاريس خطرة ومليئة بالأزقة المظلمة بين الملاجئ.

اضطرت النساء والفتيات مثل "سُفيرا" إلى تحمل الكثير من الأهوال أثناء الهروب من العنف والاضطهاد في ميانمار.. الآن بعد أن وصلوا إلى بنغلاديش، لا ينبغي عليهم القلق بشأن سلامتهن.

لهذا السبب أنشأت منظمة كير 12 منطقة آمنة للنساء والفتيات، والمعروفة محليًا باسم "شانتيخانا" والتي تعني "مكان السلام"، بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، فإن الـ"شانتيخانا" هي المكان الوحيد الذي يشعرن فيه بالأمان.

 

 

تذهب الفتيات إلى هناك للحصول على الدعم النفسي والمشورة للمساعدة في التعامل مع الصدمة التي يعيشون معها الآن، والمساعدة في التغلب على الخوف من العيش في مخيم للاجئين مترامي الأطراف ومخيف.

في الداخل، يتم تعليم الفتيات الصغيرات مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية، ويمكنهن ممارسة الألعاب، وتكوين الصداقات، واكتشاف هوايات ومهارات جديدة، بالنسبة لـ"سُفيرا"، كانت تلك المهارة الجديدة التي تعلمتها هي الخياطة.. لقد وجدت الفرح في كونها مبدعة وصانعة لأشياء جديدة، خاصة الملابس التي يصعب الحصول عليها في مخيم للاجئين.

من خلال قضاء الوقت في الـ"شانتيخانا"، وتعلم التعبير عن نفسها عاطفياً وإبداعياً، تمكنت سفيرا من إيجاد السلام.

قالت "سُفيرا": "خلال 16 عامًا من عيشي على هذه الأرض، عانيت كثيرًا.. الآن أنا أكثر سعادة".

 

 

ونظرًا لأنه لا يُسمح للرجال بالدخول إلى "شانتيخانا"، يمكن للنساء والفتيات التعرف علنًا على موضوعات حساسة مثل النظافة الشخصية، دون الشعور بعدم الارتياح، كما يتم تعليمهم مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج القسري، وهي دروس غيرت حياة "سُفيرا"، التي أراد والدها أن يزوجها عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها.

وبفضل الجلسات التي أقامتها في الـ"شانتيخانا"، كانت سفيرا مدركة تمامًا للعواقب السلبية للزواج القسري، ووقفت هي ووالدتها في مواجهة والدها، وأقنعته بعدم إجبارها على الزواج المبكر.

قالت "سُفيرا": "أريد أن أدرس وأن أحصل على وظيفة"، مع العلم أن إجبارها على الزواج في سن 16 كان سيحرمها من تلك الحقوق والفرص، لذلك هي تشعر الآن بالتفاؤل بشأن مستقبلها.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية