إسبانيا.. سائقو الشاحنات يضربون عن العمل للمرة الثانية في 2022
بسبب ارتفاع أسعار الوقود
أضرب سائقو الشاحنات الإسبان عن العمل للمرة الثانية هذا العام 2022، حيث تظاهر 1500 سائق، وهو اليوم الأول للإضراب، ضد ارتفاع أسعار الوقود والتكاليف الأخرى، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت قناة "أر تي في إي" الرسمية ووسائل إعلام أخرى، أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي حوادث أو تأخيرات في نقل الشحنات، وذلك على النقيض من الإضراب الذي أحدث اضطرابا في حركة الشحن بالبلاد في الربيع الماضي.
وقالت وزيرة النقل راكيل سانشيز، إن "معظم الشاحنات تعمل الآن بصورة طبيعية"، محذرة من استخدام العنف ضد الممتنعين عن الإضراب.
ودعت المنصة الوطنية للدفاع عن قطاع النقل جميع السائقين وأصحاب الشاحنات إلى الإضراب عن العمل، وهي تمثل في الأساس شركات النقل الصغيرة.
ونفس هذه المنظمة أصابت بالشلل قطاعات من الاقتصاد الإسباني لمدة عشرين يوما في شهري مارس وإبريل الماضيين، حيث تم وضع حواجز على الطرق الرئيسية وبالمدن الداخلية وأسواق الجملة والموانئ.
وأسفر ذلك عن حدوث نقص حاد في الإمداد في بعض الحالات، حيث تضررت بشدة منتجات الألبان والفواكه، واضطر بعض منتجي السلع الغذائية إلى الإغلاق بشكل مؤقت.
وانتهى الإضراب عندما صدقت الحكومة المركزية على تشريع للسيطرة على ارتفاع التكاليف يلزم متعهدي الشحن بدفع رسوم ملائمة وكافية لضمان عدم تعرض شركات النقل لخسائر. وجرى تمرير القانون في الصيف.
وزعم رئيس المنصة الوطنية مانويل هيرنانديز أنه لم يتم الالتزام بالاتفاق وطالب الحكومة بالتحرك.
وقال هيرنانديز: "لا نرغب في إلحاق الضرر بالاقتصاد ونحن نخسر أموالا يوميا"، ودعا المزارعين والقطاعات الأخرى التي تعاني من ارتفاع الأسعار بالانضمام للإضراب.
أزمة اقتصادية عالمية
تسببت تداعيات الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.
ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو بحلول أوائل العام المقبل 2023.
وضاعفت الحرب والعقوبات الاقتصادية وقرب بداية الشتاء، إضافة إلى استعمال موسكو للطاقة كأداة للضغط، من مخاوف الأوروبيين، وجعلت أسعار الغاز تصل لمستويات قياسية.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية -إلى جانب تفشي جائحة كورونا منذ بداية عام 2020- في أزمة غذاء كبيرة في مختلف دول العالم، وتتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء، التي يعاني منها العالم حاليا بسبب الحرب، وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد.
وتعد أوكرانيا وروسيا مشاركين أساسيين في إنتاج الغذاء العالمي، حيث تمثلان 53% من التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور، و27% في القمح، وفقًا للأمم المتحدة.