"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(72) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(72) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
صدَرَ العدد الـ(72) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:
استهل العدد الجديد من “جسور بوست” صفحاته بتقرير عن تداعيات الإغلاق الإسرائيلي الكامل لمعابر غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بما يدفع نحو كارثة إنسانية شاملة، وسط منع دخول المساعدات واتهامات باستخدام المجاعة كسلاح، فيما يحذّر خبراء من تسييس المساعدات وتحويلها إلى أداة ضغط تفاوضي، مطالبين بعودة "الأونروا" لضمان توزيع محايد وآمن، وفي الوقت نفسه، تصاعدت الدعوات الدولية، أبرزها من قطر ومصر، للفصل بين المسارين السياسي والإنساني، وتفعيل هدنة تشمل دخول المساعدات.
ترامب وجائزة نوبل للسلام
سلط العدد الجديد الضوء على حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومطالباته بالحصول على جائزة نوبل للسلام نظير ما وصفه بإنجازات في ملفات أوكرانيا، وإيران، واتفاقيات "أبراهام"، وتأتي تصريحاته في وقت تشهد فيه مناطق عدة، كغزة وأوكرانيا، تصعيدًا داميًا يُناقض جوهر السلام، وقد أثارت المطالبة تساؤلات حول مصداقية الجائزة، خاصة في ظل تكرار منحها لشخصيات أثارت جدلًا لاحقًا، فيما تشير تقارير واستطلاعات دولية إلى تراجع ثقة الجمهور بالجائزة بسبب التسييس والرمزية الشكلية، وتبرز دعوات لإعادة تعريف الجائزة بما يعكس نضالًا حقيقيًا من أجل السلام لا مجرد طموحات سياسية.
العنصرية في المجتمع التونسي
في تقرير آخر تكشف الفنانة التونسية لطيفة بطيفي، من ذوي البشرة السمراء، عن معاناة عميقة مع العنصرية المتجذرة في المجتمع التونسي، سواء في الشارع أو الوسط الثقافي، حيث تروي حادثة مؤلمة تعرضت فيها للشتائم والاعتداء الجسدي من أطفال صغار بسبب لون بشرتها، ما يعكس مدى تغلغل التمييز حتى في الأجيال الناشئة، وتؤكد لطيفة أن خطاب الكراهية تصاعد مع موجة الهجرة من إفريقيا جنوب الصحراء، لكنه طال أيضًا التونسيين السود، وتنتقد غياب التمثيل العادل لذوي البشرة السمراء في الإعلام والتعليم. وتدعو إلى الاعتراف بالعنصرية كواقع والعمل على احترام الكيان الإنساني دون تمييز.
مشروع الدستور الليبي
تطرق العدد إلى ما أكّدته د. زينب الزايدي، عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، حول أن المشروع أنصف المرأة وذوي الإعاقة، وتضمّن نصوصاً تضمن الحقوق والحريات وتحمي الكرامة الإنسانية، وأشارت إلى أن مشروع الدستور استند إلى المعايير الدولية والدساتير المقارنة، وتضمن باباً شاملاً للحقوق من المادة 31 إلى 66، ورفضت الزايدي أي مسارات دستورية بديلة لا تمر عبر استفتاء شعبي، معتبرة ذلك انتهاكاً للتفويض الشعبي، كما شددت على أن الهيئة حرصت على إشراك مؤسسات المجتمع المدني والاستجابة للملاحظات الحقوقية، واعتبرت أن اعتماد المشروع يمثل خطوة حاسمة نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وبناء الدولة المدنية.
حقوق الأطفال في مناطق النزاع
في تقرير حقوقي مهم أبرز العدد ما وثّقته الأمم المتحدة أكثر من 32,500 انتهاك جسيم بحق الأطفال في مناطق النزاع خلال عام 2024، في أسوأ حصيلة منذ ثلاثة عقود، حيث شملت الانتهاكات القتل، التجنيد، الاعتداءات الجنسية، وهجمات على المدارس والمستشفيات، مع تصاعد حاد في غزة ودارفور واليمن وسوريا، وانتقد التقرير ضعف المحاسبة وازدواجية المعايير، خصوصًا تجاه إسرائيل، كما حذر من انهيار التعليم وتفاقم الأزمات النفسية بين الأطفال، وأكد أن التقارير الأممية تظل دون أثر ما لم تُترجم إلى آليات محاسبة دولية حازمة.
دارين ووكر
خصص العدد باب شخصيته الأسبوعية حول دارين ووكر، الذي نشأ في فقر مدقع بريف تكساس، وأصبح من أبرز رواد العمل الخيري العالمي، ويترأس اليوم مؤسسة "فورد" التي تدير 16 مليار دولار لدعم المساواة والعدالة، منوهاً بأن ووكر أحدث تحولاً في دور المؤسسة منذ 2013، بتوسيع نشاطها عالميًا وإصدار أول سند اجتماعي لدعم المتضررين من الجائحة، كما شملت مسيرته مناصب بارزة بمؤسسة روكفلر، وإعادة إعمار هارلم بعد إعصار كاترينا، لافتاً إلى أنه كان يشتهر بفلسفة "العدالة قبل الكرم"، ويدعو لإصلاح جذور الظلم لا الاكتفاء بتخفيف آثاره، وقد ألف ووكر كتابًا حديثًا يُجدد فيه رسالة العمل الخيري وفق قيم الحقوق الإنسانية.
حقوق الشعوب الأصلية
وفي تقرير قُدم للدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان، طالبت الأمم المتحدة بإشراك فعلي ومستقل للشعوب الأصلية في آليات حقوق الإنسان الدولية، التقرير انتقد البيروقراطية التي تعيق تمثيلهم، ودعا إلى آلية اعتماد جديدة تراعي حق تقرير المصير والهوية الثقافية المستقلة، كما شدد على إزالة القيود الحكومية واللغوية، وتوفير تمويل مستدام لبناء قدراتهم، وحذر من أن التمثيل الشكلي لا يكفي لتحقيق العدالة، واختتم التقرير بالدعوة إلى خارطة طريق تضمن مشاركة شفافة وشاملة في صنع القرار الدولي.
نزيف الطرق العربية
تضمن العدد تقريرا حول حادث مرور مأساوي في مصر، راح ضحيته 19 فتاة، وما أثاره من نقاش حول الحق في السلامة الجسدية في العالم العربي، في ظل استمرار "نزيف الطرق"، مبرزاً أنه رغم تراجع نسبي في معدلات الوفيات ببعض الدول مثل مصر والسعودية، لا تزال دول أخرى مثل ليبيا والمغرب تسجل أرقامًا مرعبة، وقد دعا خبراء إلى استراتيجية شاملة تشمل البنية التحتية، التشريعات، والرقابة، مؤكدين أن التعويضات لا تكفي، وطالبوا بتحويل السلامة الجسدية إلى أولوية وطنية وليست مجرد رد فعل بعد الكوارث.
الطاقة الذكية وغياب العدالة
نوه العدد إلى أنه في زمن الطاقة الذكية، يعيش أكثر من 666 مليون إنسان في ظلام دائم، محرومين من الكهرباء، معظمهم في إفريقيا جنوب الصحراء، منوها أن تقرير أممي حديث حذّر من بطء التقدم نحو تحقيق "العدالة الطاقية" بحلول 2030، مشيرًا إلى أن الأزمة ليست تقنية بل تمويلية بالأساس.
ودعا التقرير إلى الاستثمار في حلول لامركزية كالألواح الشمسية والغاز الحيوي، وإلى شراكات دولية عاجلة، كما شدد خبراء على أن حرمان الشعوب من الماء والكهرباء خرق فادح للكرامة والحقوق الإنسانية. ويبقى السؤال: هل تملك الدول المتقدمة الرغبة، لا القدرة فقط، على التغيير؟
يمكن لقراء "جسور بوست" الاطلاع على المزيد من الموضوعات الحقوقية المنشورة عبر هذا الرابط