بين التشكيك وتبديد الخرافات .. لماذا يرفض الآلاف تناول لقاح كورونا؟

 بين التشكيك وتبديد الخرافات .. لماذا يرفض الآلاف تناول لقاح كورونا؟

منذ إعلان مرض فيروس كورونا جائحةً عالمية في فبراير 2020، يشهد العالم تهديدًا مستمرًّا، ومع ظهور المتحورات الفيروسية، واحد تلو الآخر، وارتفاع معدل الوفيات، يزداد الخوف و القلق، خاصة مع إعراض فئة كبيرة من الناس عن تلقي اللقاح لدوع عدة.

واقتربت حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حول العالم من نحو 250 مليونا ، في حين وصل عدد الوفيات بالفيروس إلى نحو خمسة ملايين، وارتفعت حالات الشفاء منه إلى نحو 225 مليونا.  بحسب إحصاءات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

ونشرت دورية سعودي فارماثيتكال جورنال “Saudi PharmaceuticalJournal”   دراسة حديثة حول استعداد الجمهور العربي في الشرق الأوسط لتلقي اللقاحات، أُجريت الدراسة من خلال استبانة وُزّعت عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي في أربع دول عربية هي (الأردن والسعودية ولبنان والعراق).

ومن بين 2925 نموذجًا مكتملًا، أبدى 25٪ فقط من المشاركين في الدراسة استعدادهم لتلقي اللقاح، وكان العراقيون الأكثر استعدادًا لتلقي اللقاحات، في حين كان الأردنيون الأقل، (بنسب 35 و17٪ من كل دولة على التوالي)، كما أبدى 60٪ من المتلقين استعدادهم لدفع مقابل ثمن اللقاح، إذا لم يمكن تغطيته من قبل الحكومات، ومع ذلك، كان 30٪ من المتقبلين لأخذ اللقاح غير متأكدين من أي لقاح هو الأفضل، و11٪ ذكروا أن أي لقاح جيد، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي للمعلومات حول كوفيد-19 ولقاحاتها.

لمحة تاريخية

التخوف من اللقاح وربما رفض تناوله أمر تاريخي يحدث مع كل عقار جديد، فبعد قرون من المعاناة مع مرض الجدري توصل الطبيب البريطاني إدوارد جينير العام 1796، إلى فكرة تلقيح طفل بجرعة حميدة من المرض لتعزيز تفاعله المناعي. ورغم نجاح التجربة إلا أن الفكرة كانت محطّ جدل كبير في أوروبا في القرن الثامن عشر،  إلا أن بريطانيا فرضت إلزامية اللقاح عام 1853 لأول مرة في التاريخ رغم المعارضة الشرسة حيث اعتبر معارضو  الفكرة أن التلقيح “انتهاك الحريات الفردية”. وبعد ضغطوطات عديدة أصدرت بريطانيا قراراً عام 1898  بإعفاء المترددين من التطعيم.

أول لقاح كوفيد19

في شهر نوفمبر 2020 ، أعلنت بايونتيك مع شريكها الأمريكي فايزر أن لقاحها ضد كوفيد-19 فعال وآمن بنسبة 95%. وطلبت الحصول على موافقة طارئة ليكون بذلك أول لقاح معتمد رغم الدراسات المحدودة التي أجريت، حيث تم الإعلان عنه بعد 10 أشهر من الدراسات والبحوث فقط. ولم يتسنَ للشركة توفير إجابات كافية حول الآثار الجانبية على المدى البعيد،  وتأثيره على الحوامل والمرضعات والأطفال.ويعد عامل السرعة الفائقة التي أنتجت فيها اللقاحات عموماً من الأسباب الرئيسة لمعارضة تلقي اللقاح حيث يرى العديد من المعارضين أن التجارب لم تكن كافية لاعتبار اللقاحات آمنة.

مواقف الشعوب والحكومات..

شهدت باريس في يوليو الماضي مظاهرات حاشدة لمعارضين لإلزامية التطعيم التي اعتبرها متظاهرون “ديكتاتورية”. وكذلك الحال في بريطانيا حيث تظاهر آلاف المحتجين ضد قرار حكومي بإلزامية تلقي اللقاح للحصول على “جواز” يمنح مالكيه إمكانية الدخول للفعاليات والنوادي الليلة وأمكان عدة، حيث اعتبر المحتشدين أن القرار يتضمن انتهاكاً لحقوق الأفراد وفق ما نقلت وكالات عالمية.

وفي اسرائيل،  لم تندد هتافات مئات المتظاهرين ضد لقاح كوفيد19 فحسب،  بل تجاوزته إلى التشكيك بوجود الفيروس من الأصل بحسب وكالة فرانس برس.

أعداد متلقي اللقاح حول العالم  

وتلقى, حتى اللحظة,  نحو 2.91 مليار إنسان  عدد الجرعات اللازمة للقاح كوفيد19, أي بنسبة 37% من سكان العالم, فيما تم إعطاء نحو 7 مليارات جرعة لقاح حول العالم من مختلف الشركات المصنعة. وتتصدر الصين دول العالم بعدد متلقي اللقاح تليها الهند ثم الولايات المتحدة وذلك وفقاً لموقع Our World in Data

أرقام وإحصاءات

وفقاً لوكالة يورونيوز يعارض فرض اللقاح أكثر من  50٪ من الفرنسيين والألمان، ويفضل أكثر من 40٪ من الإسبان عدم تلقيحهم على الإطلاق،  فيما أبدى 55% من الإيطالين فقط موافقتهم على تلقي اللقاح و 63% من البريطانيين.

هل تكفل منظمات حقوق الإنسان حق رفض التطعيم؟

التطعيم الإلزامي “ضروري في مجتمع ديموقراطي”.. هذا ما صرحت به المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بعد لجوء عدد من الآباء الرافضين لتلقي أبنائهم اللقاح كشرط لدخول الحضانات.

ووضح الحقوقي المتخصص في المحكمة نيكولاس هيرفيو أن القرار متروك للدول،  بحسب تقدير كل منها لوضعها الراهن، وذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة فرانس برس. مضيفاً أن”مبدأ التكافل الاجتماعي يمكن أن يبرر فرض التطعيم على الجميع، لوجود فئات ضعيفة عرضة لمخاطر صحية كبيرة في حال عدم تلقيها اللقاح.

من جانبها،  صادقت منظمة الصحة العالمية على ما أدلت به المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان، حيث قالت إنها لا تتوقع فرض اللقاح في أي دولة على المواطنين”. وفي تصريح آخر للمنظمة قالت إنه “من الصعب جداً إجبار أحد على تناول اللقاح.. لكل دولة التشريعات والقوانين الخاصة بها”. وفقاً لما نقلته إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله”.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية