الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان لضبط النفس وسط تصاعد التوترات
الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان لضبط النفس وسط تصاعد التوترات
دعت الأمم المتحدة، الخميس، الهند وباكستان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، في أعقاب أيام من التوتر المتصاعد بين الجارتين النوويتين، بعد هجوم دموي على سياح في كشمير أعقبه تبادل لإطلاق النار على الحدود، وإجراءات دبلوماسية وعسكرية متبادلة.
إطلاق نار
أكد مسؤول في الشطر الباكستاني من كشمير، سيد أشفق جيلاني، أن مواجهات مسلحة وقعت خلال الليل بين موقعين حدوديين في وادي ليبا، دون أن تستهدف المدنيين، مشيرًا إلى أن الحياة في المنطقة لا تزال مستمرة والمدارس مفتوحة، وفق وكالة فرانس برس.
أعلن الجيش الهندي أنه رد على إطلاق النار الذي اتهم باكستان بتنفيذه باستخدام أسلحة صغيرة، كما قام الجمعة بتدمير منزلين بالمتفجرات، قال إنهما يعودان لعائلات منفذي الهجوم الأخير.
البرلمان الباكستاني يرد على الاتهامات
صوّت مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع على قرار يرفض الاتهامات الهندية واعتبرها "لا أساس لها"، مؤكدًا استعداد البلاد للدفاع عن نفسها ضد أي تحرك من نيودلهي.
وقع الهجوم الذي تسبب في تصاعد التوترات عصر الثلاثاء، حين أطلق ثلاثة مسلحين النار على حافلة تقل سياحًا في منتجع باهالغام، ما أدى إلى مقتل 25 هنديًا ونيبالي واحد، وفق الشرطة الهندية. ولم تتبنَ أي جهة الهجوم حتى الآن.
وصعّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من لهجته بعد الهجوم، متوعدًا بملاحقة "الإرهابيين ومن يدعمهم إلى أقاصي الأرض"، فيما رد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف بالتحذير من أن اندلاع حرب شاملة قد يكون واردًا، محذرًا من "عواقب وخيمة".
إجراءات متبادلة وإغلاق للحدود
أعلنت الهند، يوم الأربعاء، سلسلة من الإجراءات العقابية، تضمنت تعليق معاهدة لتقاسم المياه، وإغلاق المعابر الحدودية، وخفض التمثيل الدبلوماسي، وردت باكستان بإجراءات مماثلة شملت طرد دبلوماسيين، وتعليق التأشيرات، وإغلاق المجال الجوي، ووقف التجارة.
الشرطة تنشر صور المشتبه فيهم
نقلت الشرطة الهندية رسومات تقريبية لثلاثة مشتبه فيهم، بينهم اثنان يحملان الجنسية الباكستانية، ووصفتهم بأنهم من جماعة "لشكر طيبة" المصنفة كمنظمة إرهابية والمتمركزة في باكستان، كما عرضت مكافأة مالية تعادل 20 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقالهم.
تتنازع الهند وباكستان على إقليم كشمير منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، وخاضتا ثلاث حروب كبرى بسببه، ومنذ عام 1989، يقاتل متمردون في الشطر الهندي من كشمير إما من أجل استقلال الإقليم وإما لانضمامه إلى باكستان، فيما تتهم نيودلهي إسلام آباد بدعمهم، وهي تهمة تنفيها باكستان، مؤكدة أنها تدعم فقط حق الكشميريين في تقرير المصير.
وفي عام 2019، كاد البلدان ينزلقان إلى حرب مفتوحة بعد هجوم انتحاري أودى بحياة عشرات الجنود الهنود، في حادثة تكرّرت أصداؤها في خطاب المسؤولين الباكستانيين مؤخرا عقب هجمات كشمير.