ارتفاع قتلى الأعاصير جنوب الولايات المتحدة إلى 9 أشخاص
ارتفاع قتلى الأعاصير جنوب الولايات المتحدة إلى 9 أشخاص
لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب العشرات بجروح خطيرة، جراء العواصف الرعدية والأعاصير التي اجتاحت العديد من الولايات الواقعة بجنوب الولايات المتحدة، بينما تمكنت أطقم الإنقاذ خلال الساعات الماضية من سحب الناجين من تحت المنازل المنهارة في ولايتي جورجيا وألاباما.
ونشرت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية، اليوم السبت، صورا حول الدمار الواسع الذي حل بالمناطق المتضررة بعد يوم من العواصف العنيفة التي دمرت مئات المنازل وأدت إلى اقتلاع الأشجار وسقوط أعمدة الكهرباء، فضلا عن خروج قطار شحن عن مساره.
وقال باستر باربر في مقاطعة أوتوجا: “إن طاقم البحث عثر أيضا على 5 أشخاص سالمين لكنهم كانوا محاصرين في ملجأ من العواصف بعد أن سقط جدار من المنزل المجاور عليهم”.
وأعلنت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية أنه تم الإبلاغ عن أضرار إعصار في 14 مقاطعة على الأقل في ولاية ألاباما و14 مقاطعة أخرى في جورجيا.
انخفاض درجات الحرارة
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر خلال الليل في المناطق المنكوبة بشدة في الولايتين، حيث ظل أكثر من 30 ألف منزل وشركة بدون كهرباء حتى الآن.
وتسبب الإعصار في مقتل 7 أشخاص على الأقل في مقاطعة أووجا الريفية، وقالت هيئة الأرصاد إن رياح الإعصار بلغت سرعتها 136 ميلا في الساعة على الأقل، حسب ما أبرزت "أسوشيتيد برس".
وتعرض وسط مدينة سيلما -على بعد حوالي 40 ميلا (64 كيلومترا) إلى الجنوب الغربي- لأضرار جسيمة قبل أن ينتقل أسوأ طقس عبر جورجيا جنوب أتلانتا.
وقال مدير إدارة الطوارئ في مقاطعة أوتوجا، إرني باجيت، إن ما لا يقل عن 12 شخصا نقلوا إلى المستشفيات، بينما كانت أطقم العمل تبحث وسط الأشجار المقطوعة عن ناجين، وأوضح أن نحو 40 منزلا دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذيرات أممية
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.