مزارعون يتظاهرون في بلجيكا ضد خطة للحد من انبعاثات النيتروجين

مزارعون يتظاهرون في بلجيكا ضد خطة للحد من انبعاثات النيتروجين

تظاهر آلاف المزارعين على متن جراراتهم، الجمعة، في بروكسل احتجاجاً على خطة تناقشها الحكومة، وتهدف إلى الحد من انبعاثات النيتروجين، مهددةً بإغلاق المزارع الأكثر تلويثًا.

وتوجهت حوالي 2700 آلية زراعية بحسب الشرطة، من جميع أنحاء الإقليم الفلامنكي في شمال بلجيكا الناطق بالهولندية، نحو العاصمة البلجيكية، ما أدى إلى عرقلة حركة المرور في بعض مناطق وسط المدينة، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وحمل متظاهرون لافتات كتب عليها: "لا غذاء من دون المزارعين"، و"لا مستقبل من دون المزارعين"، في حين علت أبواق الآليات الزراعية في الشوارع.

وقالت نقابة "بويرينبوند" الزراعية: "لدينا رسالة واضحة للحكومة الفلامنكية: فلتتوصل إلى صفقة جيدة بشأن النيتروجين وتمنح مستقبلاً للإنتاج الغذائي المحلي".

ويعدّ النيتروجين من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري وينبعث خصوصاً من الأسمدة ومخلفات الماشية.

وتنشط تربية الماشية في المنطقة الفلامنكية وخصوصاً الخنازير على غرار هولندا المجاورة، حيث أثارت خطط مماثلة أيضًا غضب المزارعين.

ويهدف المحتجون الفلامنكيون إلى الضغط على حكومتهم الإقليمية، التي تشهد انقسامات بشأن هذه القضية.

وكان الائتلاف الحاكم في المنطقة توصل إلى اتفاق منذ عام يسمح بالإفراج عن مساعدات أوروبية لدعم تكيّف مربي الماشية مع المعايير البيئية الجديدة.

وجُمّدت المساعدات حالياً بسبب إعادة الحزب الديموقراطي المسيحي العضو في الائتلاف "خطة النيتروجين" إلى طاولة النقاش.

وأفادت تقارير صحفية بأنّ الخطة الأولية هدفت إلى إغلاق 41 مزرعة موجودة بالقرب من مناطق محمية بحلول 2025، وإلزام آلاف آخرين باتخاذ تدابير للحد من انبعاثات النيتروجين، لا سيما عن طريق الحد من الثروة الحيوانية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية