الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى عدم استهداف المدنيين بالسودان

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى عدم استهداف المدنيين بالسودان

جددت الأمم المتحدة دعوتها لحماية المدنيين والامتناع عن استهداف المدارس والمرافق الطبية، في خضم استمرار القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم وأماكن أخرى في السودان، مع غياب أي مؤشر على تراجع حقيقي للقتال.

ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، وفقا لبيان وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، كافة الأطراف إلى احترام القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، ومبانيهم وأصولهم وجميع العاملين في المجال الإنساني، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقال دوغاريك، في المؤتمر الصحفي اليومي، إن ممثل الأمين العام في السودان، فولكر بيرتس لا يزال موجودا في الخرطوم، وهو مستمر في التواصل مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو، ودول رئيسية أخرى على الأرض في إطار الجهود الرامية لتأمين وقف فوري للتصعيد وإنهاء القتال.

وأضاف أنه "بالإضافة إلى الدعوات الأولية للالتزام الكامل بالتوقف اليومي للقتال من الساعة الرابعة إلى السابعة مساء بالتوقيت المحلي، هناك أيضا مناقشات جارية حول وقف ممتد لإطلاق النار لضمان أن يتمكن المدنيون -بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة الذين يتعرضون للتهديد حاليا- من الحصول على المساعدة والوصول إلى الإمدادات الأساسية والإخلاء إلى مناطق أكثر أمانا عند الحاجة".

وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة باستمرار عرقلة العمليات الإنسانية على الأرض، في ظل تفاقم الوضع الأمني، ولا سيما في المناطق التي يدور فيها القتال العنيف، مشيرا إلى محدودية القدرة على نقل الأفراد والإمدادات.

وشدد دوغاريك على ضرورة أن يتوقف استهداف المباني الإنسانية ونهبها، مؤكدا أن أي هجوم على العاملين في المجال الإنساني، سواء كانوا من الأمم المتحدة أو غيرها، ونهب المباني، له تأثير بالغ وفوري على قدرتنا على مساعدة الناس، نريد استئناف عمليات إنقاذ الأرواح في أسرع وقت ممكن.

وأشار إلى إعلان برنامج الأغذية العالمي بتعليق عملياته مؤقتا في جميع أنحاء السودان في أعقاب مقتل 3 من موظفيه خلال تبادل لإطلاق النار في شمال دارفور.

وتطرق إلى التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على المرافق العامة الرئيسية -بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة- منبها إلى أن كل هذه الهجمات ليست مخالفة للقانون الدولي فحسب، بل لها تأثير فوري على شعب السودان.

وأشار إلى إغلاق 9 مستشفيات في الخرطوم ومستشفيين في الخرطوم بحري بسبب القصف وانعدام الأمن.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من نفاد الدم، ومعدات نقل الدم، والسوائل الوريدية، وغيرها من الإمدادات الطبية الحيوية في العديد من مستشفيات الخرطوم.

وفي تغريدة على موقع "تويتر"، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، إن استهداف عمال الإغاثة والمنشآت الإنسانية مستمر في السودان، مشيرا إلى تلقي تقارير عن وقوع هجمات وعنف جنسي ضد عاملين في المجال الإنساني، وتعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بجنوب دارفور للنهب أمس، مشددا على ضرورة توقف هذه الأعمال غير المقبولة.

ووصف غريفيثس -في بيان له- الوضع بأنه انتكاسة مدمرة للسودان، حيث يحتاج 15.8 مليون شخص بشدة إلى المساعدة الإنسانية.

اشتباكات عنيفة

استيقظ 45 مليون سوداني، السبت 15 إبريل، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى، على إثر الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات الجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

أسفرت الاشتباكات -وفق نقابة الأطباء السودانية- عن مقتل العشرات وإصابة المئات.

وطالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف "فوري" للقتال في السودان. أما الجارة القوية مصر فدعت الطرفين إلى "التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".

انسداد سياسي

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.

ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013، وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير لقمع التمرد في إقليم دارفور.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية