الأمم المتحدة ترحب بالمبادرة السعودية الأمريكية لإنهاء الحرب في السودان

الأمم المتحدة ترحب بالمبادرة السعودية الأمريكية لإنهاء الحرب في السودان

رحبت الأمم المتحدة بالمبادرة التي طرحتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لعقد مباحثات مباشرة بين ممثلين لطرفي النزاع السوداني في مدينة جدة السعودية.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق إن الأمم المتحدة -وكجزء من الآلية الثلاثية- تعمل عن كثب مع الرياض وواشنطن بشأن الوضع في السودان.

وتشمل الآلية الثلاثية، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).

وفي هذه الأثناء، يجري منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، مباحثات في المملكة العربية السعودية لضمان نقل المساعدات الإنسانية إلى السودان وتوزيعها بصورة آمنة في كل أنحاء السودان. 

ولا يزال ممثل الأمين العام الخاص، فولكر بيرتس باقيا في مدينة بورتسودان -برفقة عدد من الموظفين الأمميين- للقيام بالعديد من المهام الحيوية، وفقا لفرحان حق.

وعلى الصعيد الإنساني، تواصل الأمم المتحدة مع شركائها توسيع نطاق العمليات الإنسانية في السودان في إطار الجهود المبذولة لنقل الإمدادات للاستجابة للاحتياجات المتزايدة بسرعة في كل أنحاء البلاد، وفقا لنائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في المؤتمر الصحفي اليومي.

وفي ولاية النيل الأزرق، يدعم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وشركاؤه برامج الصحة والتغذية، بما في ذلك التطعيم والفحص وعلاج سوء التغذية، فضلا عن رعاية الحمل وخدمات الصحة الإنجابية.

أما في شمال دارفور، فيدعم الشركاء في المجال الإنساني المرافق الصحية بالأدوية والمياه ومواد أخرى، وتلقى عشرون مرفقا للرعاية الصحية دعما في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة، حيث تم نقل ما لا يقل عن 100 ألف لتر من المياه بالشاحنات.

وفي 5 مايو، أوصلت منظمة الصحة العالمية 30 طنا من الإمدادات الطبية إلى مدينة بورتسودان، بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد احتوت الشحنة على ما يكفي من الأدوية الأساسية والمواد الجراحية الطارئة لتصل إلى 165 ألف شخص عبر 13 مرفقا صحيا رئيسيا.

وتعد هذه أول عملية إيصال جوي تقوم بها منظمة الصحة العالمية إلى السودان منذ اندلاع الصراع، وفقا لنائب المتحدث باسم الأمم المتحدة.

كما تم الانتهاء من التخليص الجمركي لـ80 طنا من الإمدادات الطبية التي تم تفريغها في بورتسودان الأسبوع الماضي، ويشمل ذلك السوائل الوريدية ومستلزمات علاج سوء التغذية الحاد الوخيم.

وأشار "حق" إلى توقعات بوصول المزيد من الشحنات الإنسانية إلى السودان في الأيام والأسابيع المقبلة، ودعا إلى التعجيل بالتخليص الجمركي لضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد استأنف عملياته في السودان الأسبوع الماضي، بهدف تلبية احتياجات 384 ألف من اللاجئين الموجودين سلفا في السودان والمجتمعات المضيفة والنازحين داخليا -سواء من نزحوا سابقا أو حديثا- في ولايات القضارف والجزيرة وكسلا والنيل الأبيض.

وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية طارئة في ولاية الجزيرة، التي نزح إليها عشرات الأسر من الخرطوم فرارا من الصراع في العاصمة.

اشتباكات عنيفة

زادت حدة الأزمة عندما استيقظ 45 مليون سوداني، السبت 15 إبريل، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى، على إثر الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات الجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

أسفرت الاشتباكات -وفق نقابة الأطباء السودانية- عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.

وطالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف "فوري" للقتال في السودان. 

وأطلقت الأمم المتحدة جرس إنذار بشأن الوضع الإنساني، ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية "يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص، هذا سيرفع العدد الإجمالي إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع الحالي".

انسداد سياسي

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.

ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013، وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير لقمع التمرد في إقليم دارفور.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية