الأمم المتّحدة تحضّ بورما على السماح بمساعدة ضحايا الإعصار موكا
الأمم المتّحدة تحضّ بورما على السماح بمساعدة ضحايا الإعصار موكا
حضّت الأمم المتّحدة بورما، الأربعاء، على ضمان إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى مناطق متضرّرة من الإعصار موكا.
ودعا مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، المجلس العسكري الحاكم إلى السماح لوكالات الإغاثة بتقييم الاحتياجات الهائلة، وفق وكالة فرانس برس.
وأدى موكا إلى هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح وصلت سرعتها إلى 120 ميلاً في الساعة في بورما وبنغلادش المجاورة في 14 مايو، ما أدّى إلى انهيار مبانٍ وغمر شوارع بالمياه.
وقال تورك في مؤتمر صحفي في جنيف: "كانت الأضرار والخسائر في الأرواح متوقعة ويمكن تجنّبها، ومن الواضح أنها مرتبطة بحرمان منهجي من حقوق الإنسان".
وأضاف: "من الضروري أن يرفع الجيش العراقيل عن التنقّلات، ويسمح بتقييم الاحتياجات ويضمن إيصال وتوفير المساعدات والخدمات المنقذة للحياة".
ووفق المجلس العسكري البورمي، قتل إعصار موكا 148 شخصا ينتمي معظمهم إلى أقلية الروهينغا المضطهدة في ولاية راخين (غرب).
وتابع تورك: "على مدى عقود، حرمت سلطات بورما الروهينغا من حقوقهم وحرياتهم وهاجمت مجموعات إتنية أخرى بلا هوادة، ما أدّى إلى انهيار قدرتها على البقاء".
وولاية راخين موطن لمئات الآلاف من الروهينغا الذين يعيش الكثير منهم في مخيمات للنازحين بعد عقود من النزاع الإتني.
وقال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "تعيش المجتمعات النازحة في مساكن مؤقتة من الخيزران، بعضها منذ عام 2012، وقد رفض الجيش البورمي مرارًا طلبات وكالات الإغاثة لإنشاء ظروف معيشية أكثر استدامة في مناطق أقلّ عرضة للفيضانات".
وأضاف: "لقد رأيت ذلك بنفسي خلال زياراتي العديدة إلى بورما، خاصة في الشرق. لقد منع (الجيش) أيضًا الروهينغا باستمرار من التنقّل بحريّة، بما في ذلك في الأيام التي سبقت الإعصار".
وعلى صعيد مّتصل، أطلقت الأمم المتحدة الثلاثاء نداء طارئا لجمع 333 مليون دولار لصالح 1,6 مليون شخص قالت إنهم تضرروا من الإعصار موكا في بورما.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.