ألمانيا تؤكد بدء مغادرة المئات من مواطنيها روسيا أول يونيو
بناء على طلب موسكو
كشفت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم السبت، أن العديد من العاملين والموظفين والدبلوماسيين الألمان سيغادرون روسيا خلال الفترة المقبلة، بناء على قرار سابق للحكومة الروسية بخفض الحد الأقصى لعدد الموظفين الألمان في البعثات الألمانية والمنظمات الوسيطة في البلاد مثل معهد جوته.
وبحسب تقرير أوردته هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" على موقعها الإلكتروني، فإن الكرملين قرر في إبريل الماضي فرض حد أقصى لعدد الموظفين الألمان في البلاد، وهو ما جاء في أعقاب قرار الحكومة الألمانية طرد عدد من ضباط المخابرات الروسية من ألمانيا.
وردا على تقارير تداولتها وسائل الإعلام الألمانية حول بدء مغادرة مئات الألمان للأراضي الروسية في أول يونيو المقبل، أكدت الخارجية الألمانية التقارير الإعلامية، قائلة إن "هذا الحد الذي حددته روسيا بداية من يونيو، يتطلب خفضًا كبيرًا في جميع مناطق وجودنا في روسيا".
وشددت الوزارة على أن "هذا قرار أحادي الجانب وغير مبرر وغير مفهوم"، دون تحديد العدد الدقيق للألمان المتضررين الذين سيتم إجلاؤهم من روسيا.
ونوه التقرير بأن عمليات الطرد التي تتبادلها برلين وموسكو تعد دليلاً آخر على توتر العلاقات القوية بين البلدين على خلفية الحرب في أوكرانيا.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.