مسؤول أممي: الاحتياطيات الغذائية في ميانمار "تمحى تماماً" وسبل العيش في خطر
مسؤول أممي: الاحتياطيات الغذائية في ميانمار "تمحى تماماً" وسبل العيش في خطر
قالت الأمم المتحدة، إنه بعد مرور أكثر من أسبوعين على إعصار موكا القاتل الذي ضرب ميانمار، لا يزال وصول المساعدات غير مؤكد، وينتشر المرض، ولا تزال أزمة الغذاء الكبرى تشكل تهديدا حقيقيا للغاية، فيما حذر مسؤول أممي من أن التعافي قد يستغرق سنوات، مشيرا إلى أن غالبية المتضررين كانوا بالفعل "أفقر الفقراء".
ويحتاج نحو 1.6 مليون شخص في ولايات راخين وتشين وماجواي وساغاينغ وكاشين بشدة إلى المساعدة بعد أن دمرت رياح موكا التي بلغت سرعتها 250 كيلومترا في الساعة المنازل والأراضي الزراعية والماشية.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ميانمار، تيتون ميترا، متحدثا من سيتوي عاصمة ولاية راخين التي تضررت بشدة، أن الوقت أمر جوهري لأن الاحتياطيات الغذائية "تمحى تماما"، وأن مصادر المياه بحاجة إلى تطهيرها بشكل عاجل وأن الرياح الموسمية "على بعد أسابيع فقط".
وشدد المسؤول الأممي: "يجب أن يتاح للمجتمع الدولي الوصول على نطاق واسع إلى المجتمعات المتضررة.. هذا مطلب ملح للغاية".
وفي الشهر الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلا بقيمة 333 مليون دولار من أجل ميانمار.
وفي حين أن بعض المساعدات تأتي، قال "ميترا" إنها "ليست كافية في أي مكان" في الوقت الراهن بسبب الافتقار إلى إمكانية الوصول، والدعم في المناطق الريفية لا يزال "بعيدا عن أن يكون كافيا".
وأضاف "ميترا": "لقد قدم بعض المانحين الإقليميين بالفعل بعض الدعم، وتم توجيهه من خلال الخدمات اللوجستية العسكرية، حيث إن منظمات المجتمع المدني ومنظمات الأمم المتحدة لديها وصول محدود في الوقت الحالي".
عدم تسييس المساعدات
وسلط المسؤول الأممي الضوء على أنه تم تقديم خطة توزيع إلى السلطات العسكرية، مشددا على أنه "يجب إجازتها قريبا جدا، حتى تتمكن المنظمات الدولية مع شركائها من منظمات المجتمع المدني من التحرك بحرية".
وبعد مرور أكثر من عامين على قيام جنرالات ميانمار بانقلاب عسكري، ما أثار اضطرابات مدنية وأعمال عنف مستمرة على نطاق واسع، أصر "ميترا" على أن "هذا هو الوقت المناسب حقا لنزع الطابع السياسي عن المساعدات ونزع سلاحها، لأن الاحتياجات هائلة للغاية".
سبل العيش في خطر
وأضاف أن التعافي قد يستغرق سنوات، مشيرا إلى أن غالبية المتضررين كانوا بالفعل "أفقر الفقراء".
كما تتزايد المخاوف بسرعة بشأن مستقبل سبل العيش الريفية، حيث غمرت المياه حوالي 1200 كيلومتر مربع من الأراضي، في حين دمرت الأمطار المقترنة بالعواصف الزراعة ومصائد الأسماك.
أزمة الأمن الغذائي
وحذر "ميترا" من أن توفير الإغاثة في حد ذاته "ليس كافيا" وأنه إذا لم يتمكن الناس من زراعة المحاصيل الغذائية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، فقد تظهر "أزمة غذائية كبرى" في الأشهر المقبلة.
وأضاف: "لقد فقدت الأسر مخزونها من البذور بالكامل.. لذلك نحن نتوقع، ما لم تكن هناك استجابة فعالة، أن يصبح توافر الغذاء والقدرة على تحمل التكاليف قضايا ضخمة".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أدرجت الأمم المتحدة ميانمار في قائمة تضم 18 "نقطة ساخنة للجوع" حيث من المتوقع أن يزداد انعدام الأمن الغذائي الحرج.
وحذر "ميترا" من أنه إذا لم يتحقق الإجراء السريع من جانب المجتمع الدولي، "فإننا نخاطر بإدامة دورة لا نهاية لها من المعاناة".