مجلس بورما العسكري يعلق تصاريح عاملي إغاثة الناجين من الإعصار موكا
مجلس بورما العسكري يعلق تصاريح عاملي إغاثة الناجين من الإعصار موكا
علق المجلس العسكري الحاكم في بورما/ ميانمار تصريحات السفر لعمال الإغاثة الذين يحاولون الوصول لمئات آلاف من المتضررين من إعصار موكا في ولاية راخين، بحسب ما أعلن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الجمعة.
أدى موكا إلى هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح وصلت سرعتها إلى 195 كيلومترًا في الساعة في بورما وبنغلاديش المجاورة في 14 مايو، ما أدّى إلى انهيار مبانٍ وغمر شوارع بالمياه، بحسب فرانس برس.
ووفق المجلس العسكري البورمي، قتل موكا 148 شخصا ينتمي معظمهم إلى أقلية الروهينغا المضطهدة في ولاية راخين في الغرب.
وولاية راخين موطن لمئات الآلاف من الروهينغا الذين يعيش الكثير منهم في مخيمات للنازحين بعد عقود من النزاع الإثني.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان، إن سلطات المجلس العسكري قامت هذا الأسبوع بتعليق "تصاريح السفر الحالية للمنظمات الإنسانية".
وأشار البيان أنه تم أيضا إلغاء خطط توزيع المساعدات على البلدات التي تضررت من الإعصار والتي تمت الموافقة عليها سابقا من قبل المجلس.
وبحسب المكتب فإن هذه القيود "ستتسبب بإيقاف الأنشطة التي كانت تصل لمئات الآلاف من الأشخاص".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن حظر السفر سيطبق على المنظمات الإنسانية العاملة في ولاية راخين.
وجهت الأمم المتحدة الشهر الماضي نداء طارئا لجمع 333 مليون دولار لصالح 1,6 مليون شخص قالت إنهم تضرروا من الإعصار موكا في بورما.
في مايو 2008، خلف الإعصار نرجس 130 ألف قتيل أو مفقود في بورما في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البلاد.
ويومها، انتقد المجتمع الدولي تعامل المجلس العسكري مع تداعيات هذه الكارثة، واتهمه بعرقلة وصول المساعدات الطارئة.
فوضى وأزمة إنسانية
تعيش ميانمار فوضى وأزمة إنسانية واقتصادية كبيرة منذ تولي المجلس العسكري السلطة الذي حدث في فبراير 2021، إذ أسفرت حملة قمع المعارضين للحكم العسكري عن أكثر من 2000 قتيل، وفق مجموعة رصد محلية.
وتشهد أنحاء عدة من البلاد اشتباكات بين مقاتلي "قوات الدفاع الشعبي" المجهزين غالبا بأسلحة يدوية الصنع أو بدائية وقوات المجلس العسكري، فيما يشير محللون إلى أن الجيش يواجه صعوبات في التعامل مع تكتيكات المقاتلين.
وتدور اشتباكات مع مجموعات متمردة أكثر تنظيما متمركزة على طول الحدود مع تايلاند والصين.
وفر نحو مليون مسلم من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش منذ أغسطس 2017، عندما أطلق جيش ميانمار عملية تطهير ردا على هجمات جماعة متمردة.
واتُهمت قوات الأمن في ميانمار بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.
بعد الانقلاب في الأول من فبراير 2021، أكد الجيش أنه سينظم انتخابات جديدة ويمكن أن تجري في أغسطس 2023، لكن البلاد التي تعاني من صراع أهلي عنيف، يجب أن تكون أولاً "في سلام واستقرار"، وفق رئيس المجلس العسكري.