اندلعت بسبب الحر الشديد.. تراجع الحرائق في كاتالونيا واشتدادها بالأندلس
اندلعت بسبب الحر الشديد.. تراجع الحرائق في كاتالونيا واشتدادها بالأندلس
بقي حريق الغابات الذي أتى على ما يقارب 600 هكتار في كاتالونيا على الحدود مع فرنسا، تحت السيطرة، الأحد، في حين سعت عناصر الإطفاء في الأندلس إلى إخماد حريق ثانٍ في هذه المنطقة الجنوبية.
بعد الإعلان في وقت سابق الأحد عن استقرار حريق اندلع، السبت، في بوناريس في مقاطعة هويلفا بالأندلس، ذكرت الخدمة الإقليمية المخصصة لحرائق الغابات (إنفوكا) أن حريقا ثانيا كبيرا اندلع، جنوبا على الساحل الأطلسي في بويرتو ريال في مقاطعة قادس، وفق وكالة فرانس برس.
تم تطبيق المستوى الأول للإنذار في الساعة 17,15 (15,15ت غ) بعد نحو ساعتين من اندلاع الحريق وسرعان ما انتشرت النيران قرب المنازل التي تم إخلاؤها، وفقا لخدمات الطوارئ وإنفوكا.
يزداد عدد عناصر الإطفاء الذين تمت تعبئتهم بانتظام، ونشرت مساء أكثر من خمس طائرات ومروحيات، وأظهرت صور نشرت على منصة إكس (تويتر سابقا) ألسنة اللهب وسحابة كثيفة من الدخان تتصاعد من غابة الصنوبر في كانتيراس.
تقع المنطقة على بعد أقل من عشرة كيلومترات من مدينة قادس التي يقصدها السياح وأيضا من محمية لوس تورونوس.
كان حريق أول اندلع في بوناريس بعد ظهر السبت.
بعد ليلة صعبة ذكرت الخدمة الإقليمية المخصصة لحرائق الغابات (إنفوكا) صباح الأحد على منصة إكس أن الحريق بات "مستقرا" ورفعت حالة التأهب عن السكان.. وتمت تعبئة أكثر من 150 إطفائيا و17 من الوسائل الجوية.
أشار المسؤول عن وزارة الداخلية في الحكومة الأندلسية أنطونيو سانز إلى أن مساحة المنطقة المتضررة تبلغ 450 هكتارا ولكن يجب انتظار تحليل عبر الأقمار الصناعية لتحديد المنطقة المحترقة بدقة، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الإسباني العام.
بذلك تصل المناطق المتضررة من الحرائق في اسبانيا في الأيام الثلاثة الماضية إلى أكثر من ألف هكتار.
الوضع مستقر على الحدود مع فرنسا
احترق ما يقارب 600 هكتار منذ اندلاع حريق الجمعة على الساحل المتوسطي جنوب مدينة بورتبو الحدودية مع فرنسا.
واستقر الحريق مساء السبت ما سمح برفع القيود عن البلدات المعنية واستئناف حركة السكك الحديد في هذه المنطقة السياحية بامتياز، في المجموع تم تعبئة أكثر من 300 إطفائي كاتالوني وفرنسي.
وبقيت المساحة التي أتت عليها النيران مستقرة طوال نهار الأحد، لكن الرياح حالت دون تدخل الوسائل الجوية بعد الظهر كما ذكرت فرق الإطفاء الكاتالونية، مضيفة أنه سرعان ما تمت السيطرة على اشتداد الحرائق.
ووفقا لآخر توقعات الأرصاد الجوية يفترض أن تشتد الرياح مساء ويبقى عشرات الإطفائيين في حال تأهب.
تواجه كاتالونيا والأندلس جفافا شديدا يؤدي إلى انتشار الحرائق.
وتستعد إسبانيا لمواجهة موجة حر جديدة، الاثنين، ووضعت الأندلس في حالة انذار برتقالية مع توقع تجاوز درجات الحرارة 40 مئوية، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية الوطنية.
وفي 2022 دمرت مساحة 300 ألف هكتار في اندلاع أكثر من 500 حريق في إسبانيا، وهو رقم قياسي في أوروبا وفقا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، واحترق أكثر من 70 ألف هكتار في 2023 في هذا البلد.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.