"أوتشا" تطلق مبادرة جديدة لدعم الأوكرانيين على مواجهة الشتاء

"أوتشا" تطلق مبادرة جديدة لدعم الأوكرانيين على مواجهة الشتاء
توصل مساعدات إنسانية إلى إحدى القرى في منطقة خيرسون

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بالتعاون مع شركاء الأمم المتحدة، مبادرة تدعو لجمع 268 مليون دولار من أجل دعم 1.3 مليون شخص في أوكرانيا لتوفير مساعدات محددة في أشهر الشتاء المقبلة.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لـ"أوتشا"، الثلاثاء، ألحقت الحرب في أوكرانيا أضرارا جسيمة بالمنازل والبنية التحتية للطاقة والمياه والغاز، بما يعرض الملايين لخطر شديد خلال موسم البرد الذي يبدأ عادة في أوكرانيا في أكتوبر ويستمر حتى مارس، ويمكن أن تنخفض درجات الحرارة في تلك الفترة إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.

وأفاد "أوتشا" بأنه وشركاء الأمم المتحدة سيعطون الأولوية للإصلاحات الطارئة للمجتمعات التي تقع على الخطوط الأمامية، وتوفير الملابس وأجهزة التدفئة وغيرها من الإمدادات الشتوية.

وسيتم إعطاء الأولوية كذلك للإصلاحات في مراكز النزوح، وتقديم المساعدات المالية للنازحين لضمان قدرتهم على دفع الإيجار أو فواتير الخدمات.

وأضاف البيان أن منظمات الإغاثة ستساعد في الإصلاحات لضمان تشغيل أنظمة التدفئة البلدية. 

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن تلك الاستجابة ستستند إلى الجهود التي بُذلت في الشتاء الماضي، عندما تمكنت المنظمات الإنسانية من تقديم خدمات مماثلة إلى 2.2 مليون شخص، ووزعت أكثر من 4000 مولد كهربائي في ظل أزمة طاقة حادة.

تقارير أممية

ووفقا لتقرير صدر عن 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة، يونيو الماضي، تنفق 22% من الأسر في أوكرانيا أكثر من ربع دخلها الشهري على الرعاية الصحية. 

ويوفر تقييم "الأثر البشري" رؤى شاملة حول كيفية تأثير وتداعيات الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022 على مجالات مثل الظروف المعيشية والصحة والحصول على التعليم وسبل العيش والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين.

وقاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) المبادرة المشتركة، التي تم تنفيذها بناء على طلب مكتب الرئيس وحكومة أوكرانيا. 

وينظر التقرير في تأثير الحرب في جميع مناطق أوكرانيا التي كانت تحت سيطرة الحكومة وقت التقييم. 

وتم تضمين جميع الفئات السكانية، وفي كل من المناطق الريفية والحضرية، مع التركيز بشكل خاص على النساء والمشردين داخليا وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة وLGBTQIA + (المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والمثليين ومزدوجي الجنس واللاجنسيين وغيرهم) ومجتمعات الروما.

قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في البلاد، دينيس براون: "تؤكد البيانات الواردة في هذا التقييم الآثار الصارخة للغزو الروسي، لا سيما على الأشخاص الأكثر ضعفا في أوكرانيا".

تعطل المرافق

وكشف التقييم أنه على الرغم من استقرار مستويات المعيشة والحصول على الخدمات الأساسية في أعقاب الأشهر الأولى من الصراع، واجهت الظروف المعيشية انتكاسة في الشتاء الماضي بسبب تعطل المرافق في جميع أنحاء البلاد.

وتكشف نتائج أخرى أنه من المتوقع أن تبلغ نسبة البطالة 18.3% هذا العام، وأفادت معظم الأسر بأن العمل قد تأثر منذ بداية الحرب، ويرجع ذلك أساسا إلى فقدان الوظائف، وخفض الرواتب، وانخفاض ساعات العمل.

وأبلغت 65% من الأسر عن انخفاض في الدخل منذ فبراير 2022، في حين انخفضت نسبة الأسر التي لديها عمل مدفوع الأجر يمثل مصدر دخلها الأساسي من 67% إلى 53%.

الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية     

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.     

ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

            


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية