عاصفة مدارية تشتد قوة قرب المكسيك وتتجه نحو فلوريدا

عاصفة مدارية تشتد قوة قرب المكسيك وتتجه نحو فلوريدا

اشتدت قوة العاصفة المدارية "إيداليا" في منطقة الكاريبي، الاثنين، حاملة معها الرياح والأمطار إلى المكسيك، فيما توقّع خبراء الأرصاد بأنها ستصبح إعصارا قبل وصولها إلى فلوريدا في وقت لاحق هذا الأسبوع.

ستمرّ العاصفة التي يستبعد بأن تضرب البر في المكسيك عبر غرب كوبا وخليج المكسيك قبل وصولها إلى شمال غرب فلوريدا، وفق ما أفاد المركز الأمريكي الوطني للأعاصير، بحسب فرانس برس.

وحذّر المركز من أن "إيداليا"، "تشتد قوة مع اقترابها من كوبا" وستؤدي إلى "تفاقم خطر وقوع عاصفة تشكل تهديدا لحياة السكان، وإلى رياح بقوّة أعاصير على أجزاء من ساحل فلوريدا الغربي ومنطقة شمال غرب فلوريدا".

وأضاف في نشرته المحدثة عند الساعة 9,00 ت غ أن إيداليا "ستصبح إعصارا في وقت لاحق اليوم وإعصارا خطرا فوق شمال شرق خليج المكسيك فجر الأربعاء".

وتوقع المركز بأن تصل "إيداليا" إلى البر في فلوريدا بحلول الساعة السابعة صباحا (11,00 ت غ)، الأربعاء، وفق صورة تظهر المسار المرجّح للعاصفة.

وذكر بأن "إيداليا" كانت في منطقة الكاريبي عند الساعة 09,00 ت غ، الاثنين، وتوجّهت نحو الشمال الشرقي مصحوبة برياح بلغت سرعتها 95 كيلومترا في الساعة.

عواصف وأعاصير

وأضاف أن تحذيرا من العواصف ولترقّب الأعاصير صدر لأجزاء من ساحل فلوريدا، فيما يتوقع حدوث فيضانات.

وأعلن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس حالة الطوارئ في 33 مقاطعة استعدادا لوصول العاصفة.

وأدت "إيداليا" إلى تساقط الأمطار على ولاية كينتانا رو المكسيكية التي تضم كانكون وعدة منتجعات سياحية ساحلية أخرى.

ويتوقع بأن تتساقط أمطار غزيرة فوق أجزاء من شرق  يوكاتان في المكسيك وغرب كوبا.

وقبل أسبوع، ضربت العاصفة المدارية "هيلاري" التي وصلت إلى إعصار من الفئة الرابعة على مقياس سفير- سيمبسون المكوّن من 5 فئات ولاية باخا كاليفورنيا على ساحل المكسيك المطل على الهادئ، ما أدى إلى سقوط قتيل وأحدث أضرارا في البنى التحتية.

تضرب الأعاصير سواحل المكسيك الواقعة على المحيطين الهادئ والأطلسي كل عام.

وحذّر علماء من أن العواصف باتت أكثر شدّة مع ارتفاع درجات حرارة الأرض نظرا للتغيّر المناخي.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا (مرعب)، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية