الحرب المحتملة في أوكرانيا.. الآثار الإنسانية ونقص الغذاء

الحرب المحتملة في أوكرانيا.. الآثار الإنسانية ونقص الغذاء

بعد شهور من الشد والجذب، تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا، دون أي علامة على انحسارها، حيث تم حث آلاف البريطانيين، الذين يدرسون أو يعملون، على ترك أوكرانيا على الفور بسبب المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب خلال الساعات المقبلة، بالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع البريطاني الذي يرى أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يحدث في أي وقت، كما قامت الخارجية البريطانية بتحديث نصائحها الخاصة بالسفر، لحث مواطني البلاد على المغادرة الآن بينما لا تزال الرحلات والوسائل التجارية متاحة، بينما استبعد وزير الدفاع إنشاء جسر جوي عسكري على غرار ما حدث قبيل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، حيث إن المعلومات الاستخباراتية والنصائح من الخبراء على الأرض تشير إلى وجود مستوى تهديد متزايد، مع احتمال حدوث غزو روسي كبير.

وقال وزير الدفاع بن والاس إن الغزو يمكن أن يأتي في أي وقت، حيث حشدت روسيا ما يقدر بنحو 130 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، حيث يعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر الآن المضي قدمًا في الغزو، من أجل تحقيق هدف نهائي، وهو الإطاحة بالحكومة الأوكرانية التي يرى أنها موالية للغرب، ولكن ماذا ستكون آثار الحرب؟

 

خسائر بشرية ضخمة: 

إحدى النتائج المروعة لمثل هذه الحرب ستكون تكلفة بشرية ضخمة، وخلال الفترة الماضية، أخبر كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه إذا مضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القيام بغزو كامل، فقد يؤدي ذلك إلى مقتل ما بين 25 ألفاً إلى 50 ألف مدني، وذلك بالإضافة إلى حوالي من 5 آلاف إلى 25 ألفاً من أفراد الجيش الأوكراني و3 آلاف إلى 10 آلاف من أفراد الجيش الروسي في هذه العملية، وذلك بحسب تقديرات ذكرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. 

 

أزمة إنسانية وحقوقية:

عقب تفجر النزاع في شرق أوكرانيا، في أواخر عام 2014 وبداية عام 2015، تفجرت أزمة حقوقية وإنسانية كاملة، حيث أجبر القتال بين الجانبين، ملايين الأشخاص على ترك منازلهم، وبحسب أرقام رسمية صادرة عن الحكومة الأوكرانية، لا يزال حوالي 1.45 مليون شخص من النازحين داخليا بعد فرارهم من منازلهم، بينما قال مسؤولون كبار في إدارة بايدن إن فكرة حدوث انتفاضة وشيكة من روسيا، ربما تؤدي إلى موجة من اللاجئين ما بين مليون و5 ملايين لاجئ، وأغلبهم سوف يتوجه إلى الأراضي البولندية. 

 

وعلقت أنييسكالامار، المُقرّرة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بحالات الإعدام التعسفي في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وهي أيضا مديرة مشروع حريّة التعبير بجامعة كولومبيا قائلة: "ما يمكن أن تصل إليه أزمة اللاجئين في حالة تصاعد الأعمال العدائية في أوكرانيا، يعد أمرا مروعا، وسيكون كارثة إنسانية على مستوى القارة الأوروبية بأكملها حيث يسعى ملايين اللاجئين إلى الحماية في البلدان الأوروبية المجاورة".

 

أما وزير الداخلية ماسيج ويسك البولندي، فهو يرى أن بلاده تستعد لتدفق هائل يصل إلى مليون لاجئ أوكراني إذا هاجمت روسيا بلادهم، وذلك بحسب تصريحات لراديو بولندا، بينما قال أوليكسيريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني: "إن حرباً كبرى في أوكرانيا ستغرق أوروبا بأكملها في أزمة، كما أن  الظهور المفاجئ لما يتراوح بين 3 و5 ملايين لاجئ أوكراني هاربين من الغزو الروسي سيكون مجرد أحد الاهتمامات الرئيسية العديدة التي تواجه المجتمع الأوروبي". ولن يكون الروس محصنين ضد الخسائر، حيث من المحتمل أن تقوض العقوبات الغربية اقتصاد البلاد وتترك الملايين يكافحون المشكلات الاقتصادية دون حل.

 

أزمة غاز:

استمرار أعمال العنف قد يؤدي إلى تعطيل تدفق الغاز من روسيا إلى أوروبا، ما قد يؤدي إلى حالة من تفاقم النقص الحالي في الطاقة، خلال الشتاء، علاوة على زيادة الأسعار على المستهلكين الأوروبيين في ظل ارتفاع أسعار الطاقة، حيث إن روسيا تعد أحد أكبر موردي الطاقة في العالم، وعند فرض أي عقوبات عليها، بسبب الحرب مع أوكرانيا، يمكنها ببساطة أن تقطع إمدادات الغاز، حيث تعتمد أوروبا على روسيا في حوالي 40% من غازها و25% من وارداتها النفطية، وسيكون لهذا تأثير كبير في جميع أنحاء القارة العجوز، في حين يقول خبراء إن المملكة المتحدة، والتي تعد أقل اعتمادا على الغاز الروسي من دول أخرى، سوف تشعر بأثر مع أزمة الغاز سواء كدولة أو كمواطنين بريطانيين.

 

أزمة غذاء: 

من المتوقع أن تؤثر الحرب على صادرات القمح لكل من البلدين بشكل كبير، وذلك بسبب الصراع المتزايد، وفي الوقت الحالي، تبلغ صادرات البلدين ما يقرب من 29% من الإمدادات العالمية من القمح، ويمكن أن تؤدي الاضطرابات الناتجة عن العنف إلى دفع السوق العالمي ليشهد حالة من انعدام الأمن الغذائي، وذلك في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة في دول العالم بسبب قضايا مرتبطة بانتشار وباء كورونا، تتعلق بمشكلات سلاسل الإمداد والتموين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية