جيل جديد في المملكة المتحدة لا يقبل حرية التعبير!

جيل جديد في المملكة المتحدة لا يقبل حرية التعبير!

يرى الكاتب والصحفي البريطاني بيتر هيتشنز أن هناك جيلاً بأكمله يشعر بالحيرة من فكرة أن أي شخص لديه الحق في قول أشياء لا يتفق معها، فبالنسبة لمعظم الناس، لم تعد حرية التعبير الحقيقية موجودة، وفي بعض القضايا، مثل الجدل بشأن المتحولين جنسياً، يكاد يكون من المستحيل قول أي شيء دون لفت انتباه ما أسماه بـ"شرطة الفكر"، ومن بين الملايين، تعد فكرة أنه يمكنك الدفاع عن حق شخص ما في قول شيء لا توافق عليه أمرًا محيرًا حتى الآن، فهم ليس لديهم أي فكرة عن سبب قيام أي شخص بذلك، وبالنسبة لهم، ينتهي الكلام.

ويرى المؤيدون لأي قضية أنهم قد انتصروا، بينما ينظرون إلى أولئك الذين يعارضونهم، وكأنهم أغبياء، ويوضح "هيتشنز": "إنهم ينظرون أيضًا إلى شكوكي حول نظرية الاحتباس الحراري على أنها إنكار لحقيقة يعتبرون أنها مثبتة علميا بالنسبة لهم، فالجميع اعتقدوا أنهم يمتلكون الحقيقة، وأنهم صالحون للغاية وأن أولئك الذين يقفون في طريقهم هم بالتالي أشرار ومخطئون". 

 

الجنس البيولوجي أمر حقيقي

"ج.ك. رولنج"، مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر، وجدت نفسها مُدانة باعتبارها كارهة للمتحولين جنسياً، فهي لم تتلقَ فقط سلسلة من الإساءات على وسائل التواصل الاجتماعي، بل تلقت تهديدات بالقتل، لقولها إن الجنس البيولوجي أمر حقيقي وأنه لا ينبغي السماح للذكور البيولوجيين بدخول أماكن النساء بمجرد إعلان أنفسهن على أنهن نساء. 

وغردت "رولينج" على موقع تويتر:"إذا لم يكن الجنس حقيقيًا، فلا يوجد جاذبية من نفس الجنس، وإذا لم يكن الجنس حقيقيًا، فإن الواقع الذي تعيشه النساء على مستوى العالم سيتم محوه، أنا أعرف وأحب الأشخاص المتحولين جنسيًا، لكن محو مفهوم الجنس حرك قدرة الكثيرين على مناقشة حياتهم بشكل هادف، وليس من الكراهية قول الحقيقة".

 

تصاعد الرقابة الذاتية

وتظهر حرية التعبير أداءً سيئًا للغاية في المملكة المتحدة، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "يو- جوف" مؤخرًا، فعندما سئل البريطانيون عما يجب أن يكون ذا أولوية، قال 43٪ من المشاركين في الاستطلاع إن حماية الناس من الكلام المسيء أو البغيض يجب أن تكون الأولوية، بينما رأى 38٪ فقط إنه يجب التركيز على حماية حرية التعبير، وبشكل عام ، كان الرجال والناخبون المحافظون أكثر قلقًا بشأن حماية حرية التعبير، في حين كانت النساء والشباب والناخبين العماليين أكثر قلقًا بشأن منع الخطاب المسيء أو البغيض، كما أظهر الاستطلاع أن الرقابة الذاتية تزدهر، حيث قال 57٪ ممن شملهم الاستطلاع إنهم وجدوا أنفسهم يمنعون أنفسهم من التعبير عن آرائهم السياسية أو الاجتماعية خوفًا من الحكم عليهم أو ردود فعل سلبية من الآخرين". 

وبحسب الاستطلاع، قدمت السنوات الأخيرة العديد من الأمثلة على الظروف السيئة لحرية التعبير المكبوتة في المملكة المتحدة، فالآراء القائلة بأن الجنس البيولوجي للشخص له الأسبقية على "الهوية الجنسية"، وأن التعريف بالمرأة على أنها "امرأة بيولوجية" لا يماثل أن "تولد امرأة"، أو أن الرجال المتحولين جنسياً الذين ينافسون النساء في الألعاب الرياضية يخلقون ساحة لعب غير عادلة، وكل ما سبق يثير بعضًا من أعنف ردود الفعل.

 

أستاذة جامعيون يستقيلون بسبب آرائهم

انتهى الأمر بالبروفيسور كاثلين ستوك، من جامعة ساسكس البريطانية، بالاستقالة بعد أن وصمها الطلاب بأنها تعاني من "رهاب المتحولين جنسياً"، كما تلقت تهديدات بالقتل بسبب آرائها حول التحول الجنسي، وكانت ستوك قد انتقدت الفكرة القائلة بأن أحد الجوانب التي حيرتها على وجه الخصوص هو الادعاء بأن إيمان الشخص بهويته النفسية، سواء أكان ذكرًا أم أنثى، أهم من جنسه المادي عند الولادة، لأسباب ليس أقلها تأثير هذه الفئات، وأن هناك في الطب والرياضة والعلوم والتعليم أكثر من ذلك.

 وقررت "ستوك" الاستقالة من منصبها بعد أن أرسلت نقابة المحاضرين الخاصة بها خطابًا تحث فيه إدارة الجامعة على اتخاذ موقف واضح وقوي ضد رهاب المتحولين جنسياً في ساسكس.

أما جو فينيكس، أستاذة علم الإجرام في الجامعة البريطانية المفتوحة، فقد استقالت من منصبها في ديسمبر الماضي بعد تلقيها إساءة من زملائها والجامعة، حيث تحدثت -من بين أمور إشكالية أخرى- عن وقف النقاش الأكاديمي حول قضايا المتحولين جنسيًا، بالإضافة إلى الإشارة إلى مشكلات إيواء النساء المتحولات جنسيًا في سجون النساء.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية