اليوم الدولي للديمقراطية.. تحذيرات أممية من تأثير تغير المناخ على الحريات بالعالم
يحتفل به في 15 سبتمبر من كل عام
بالتحذير من تأثيرات أزمة تغير المناخ على الديمقراطية وحرية وسائل الإعلام واستهداف الصحفيين في العالم، تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للديمقراطية.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للديمقراطية في 15 سبتمبر من كل عام، بهدف تعزيز مبادئ الديمقراطية والتمسك بالحريات في مختلف الدول.
ويأتي موضوع الاحتفال باليوم الدولي لعام 2023 بعنوان: "تمكين الجيل المقبل"، ليركز على أهمية الدور الأساسي الذي يلعبه الشباب في تعزيز الديمقراطية وضمان إدراج أصواتهم في القرارات التي لها تأثير كبير على عالمهم.
وتدرك الأمم المتحدة أهمية وجود بيئة يشعر فيها الشباب بأن أصواتهم مهمة، حيث يعتبر المواطن المتحصن بالمعرفة الجيدة والمشاركة الفعالة في الانتخابات نبض قلب المجتمعات الديمقراطية القوية.
وتكمن أهمية دور الشباب في التعامل مع عالم تتعرض فيه الديمقراطيات للتهديد، كانتشار المعلومات الخاطئة والمضللة عبر الإنترنت وتصاعد الشعبوية وتأثيرات أزمة تغير المناخ المزعزعة للاستقرار.
وتؤكد الأمم المتحدة أهمية تمكين الجميع من المشاركة الهادفة في القرارات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم، وذلك من خلال التركيز على أهمية الدور الأساسي للأطفال والشباب في حماية الديمقراطية اليوم وفي المستقبل.
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان مبادئ تشكل حجر الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المرنة الشاملة للجميع والتواقة للسلام.
وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "فهي مبادئ تكفل الحرية، وتدفع عجلة التنمية المستدامة، وتوفر الحماية لحقوق وكرامة الجميع".
وتابع: "وفي اليوم الدولي للديمقراطية، نحتفل بما تحمله الديمقراطية من وعود للمجتمعات، ونعترف بالتهديدات العديدة التي تواجهها في الوقت الراهن المتسم بالتوتر والاضطراب، ذلك أن الفضاءات المدنية يطولها المنع".
وأكد أن المعلومات المغلوطة والمضللة تنفث سمومها في الخطاب العام، بما يؤدي إلى الاستقطاب المجتمعي وتقويض الثقة في المؤسسات، والموضوع المفرد للمناسبة هذا العام، يركز على الدور الأساسي للأطفال والشباب في حماية الديمقراطية اليوم وفي المستقبل".
ومضى قائلا: "لا يكفي أن نستمع إلى أصوات الأطفال والشباب، بل يجب علينا أن ندعمهم باستثمارات ضخمة في التعليم وبناء المهارات والتعلم مدى الحياة، ويجب علينا حماية حقوق الإنسان والارتقاء بالمساواة بين الجنسين".
واستطرد غوتيريش: "يجب علينا أن نوسع نطاق مشاركة الشباب الهادفة في عمليات صنع القرار على كل المستويات، وفي هذه المناسبة الهامة، دعونا نضع يدا في يد عبر الأجيال ونعمل كجسم واحد من أجل بناء عالم أكثر عدلا يسع الجميع".
وتقول الأمم المتحدة إنه من المستحيل تجاهل تأثيرات أزمة تغير المناخ على مكونات البيئة، فقد أصبحت تشكل تحديًا للديمقراطية بشكل واضح ومتزايد، فانعدام الأمن الغذائي والهجرة وندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة كلها عوامل تسهم في تزايد الصراعات وتأجيجها وإثقال كاهل العالم وعقول الناخبين.
وأظهر الشباب في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة قلقهم في ما يتعلق بأزمة المناخ، وعبّر مئات الآلاف من الأطفال في سن المدرسة عن إحباطهم بسبب وتيرة المفاوضات لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري من خلال المشاركة في مسيرات وإضرابات واحتجاجات واسعة النطاق.
ووضعت الدعوات إلى العدالة المناخية بصمتها على هذه المظاهرات، إدراكا من الشباب لاحتمالية معاناتهم من عواقب تغير المناخ بشكل متزايد بسبب أنشطة الأجيال السابقة.
ويعقد مكتب مبعوث الأمين العام المعني بالشباب اجتماعًا للقادة الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة، وهي مجموعة مكونة من 17 من صانعي التغيير الذين تحفز قيادتهم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتهدف إلى إعطاء الأمين العام فرصة مباشرة لسماع أصوات نشطاء المناخ الشباب، الذين يمكنهم مشاركة الاستراتيجيات لتعزيز العمل المناخي.
ويمول صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية المشاريع التي تعمل على تمكين المجتمع المدني، وتعزيز حقوق الإنسان، وتشجيع مشاركة جميع الفئات في العمليات الديمقراطية، بمن في ذلك الشباب.
ويتيح اليوم الدولي للديمقراطية الفرصة لاستعراض حالة الديمقراطية في العالم، فالديمقراطية هي عملية بقدر ما هي هدف، ولا يمكن لمثال الديمقراطية أن يتحول إلى حقيقة واقعة يحظى بها الجميع في كل مكان إلا بالمشاركة الكاملة والدعم من قبل المجتمع الدولي والهيئات الحاكمة الوطنية والمجتمع المدني والأفراد، ويمكن تحويل المثل الأعلى للديمقراطية إلى حقيقة ليتمتع بها الجميع في كل مكان.