"الدببة الثمانية".. كتاب يتناول أنواع "الدببة" ومعاناتها مع البشر

من الأسطورة إلى الفن

"الدببة الثمانية".. كتاب يتناول أنواع "الدببة" ومعاناتها مع البشر

عندما كتب مايكل بوند مسودته الأولى من كتاب "دب يدعى بادينغتون" في خمسينيات القرن العشرين، وصف بطل الرواية الذي يرتدي قبعة بأنه ينحدر من "أعماق إفريقيا".

أُعجبت وكيل بوند الأدبي، هارفي أونا، بالقصة لكنها اكتشفت خطأ، أنه لا توجد دببة تعيش في إفريقيا، وكتبت "أونا": "الأطفال إما يعرفون هذا أو يجب أن يعرفوا هذا، هناك الكثير من الدببة في آسيا وأوروبا وأمريكا"، غير "بوند" أصول بادينغتون فجعلها تعود إلى "أعماق بيرو"، حيث قام بنمذجته على الدب المذهل من هناك.

ووفقا لما نشرته صحيفة "الإيكونوميست"، تحتل الدببة مكانا خاصا في القصص الأسطورية، حيث يقرأ الصغار قصصا عن "بادينغتون" و"ويني ذا بوه" و"الدببة الثلاثة" ويتم تقديمهم مع دمى محشوة.

ربما يرجع ذلك أيضا لأن الدببة يمكن أن تقف منتصبة على قدمين، فيما يشبه البشر، فقد شعر الناس منذ فترة طويلة بالانجذاب إليها، وظهرت الدببة في اللوحات القديمة وأسماء النجوم باسم "الدب الأكبر"، وفي المفاوضات الدبلوماسية أيضا.

وحديثا يستكشف كتاب "الدببة الثمانية"، الذي يعد استكشافا عالميا لأنواع تلك الحيوانات المهددة بالانقراض، العجب والاحتكاك اللذين يميزان العلاقة بين الدببة والناس.

الكاتبة، غلوريا ديكي، صحفية في رويترز، تسافر حول العالم، وتجلب إلى القراء نوعا مثيرا وفريدا من الأحاديث عن "الدببة" وصيدها.

ترتدي "ديكي" ملابس مثل "السنافر" للتطوع في مركز أبحاث الباندا في الصين، وتغامر في درجات حرارة القطب الشمالي للعثور على الدببة القطبية في كندا، وتتنزه في بيرو على أمل رؤية أمثال بادينغتون وتتجول في قرى الهند لمقابلة أشخاص تعرضوا للضرب من قبل الدببة الكسولة.

تقول "ديكي" في كتابها "الدببة الثمانية" إن هناك ثمانية أنواع فقط من الدببة، مقارنة بـ41 نوعا من القطط وأكثر من 500 من الرئيسيات، ويقدم كتابها إيجازا لطيفا عنها، لكن بنبرة "قاتمة".

توضح "ديكي" أن "الدببة القطبية" ليست الوحيدة المهددة بالانقراض، فمعظم أنواع الدببة مهددة بتدمير الموائل وتغير المناخ، فعلى سبيل المثال، تحتاج الباندا إلى تناول نحو 18 كيلوغراما من الخيزران يوميا، لكن التوسع الزراعي يعرض إمداداتها الغذائية للخطر.

ودمرت إزالة الغابات موطن الدببة الكسولة (أكثر الحيوانات البرية فتكا في الهند)، وخلال فترات الجفاف، يتجولون بحثا عن الماء، ما يثير صراعا مع الناس، الذين يسعون إلى "القتل الانتقامي" بعد هجمات الدببة.

وخلصت "ديكي" إلى أنه من المرجح أن تزدهر ثلاثة أنواع فقط من الدببة بعد نهاية هذا القرن: "الدببة السوداء" و"الدببة البنية الأمريكية" و"الباندا"، مع العلم أن (هناك أقل من 2000 باندا، لكن الصين بدأت تأخذ الحفاظ على الباندا على محمل الجد).

ولا يدور هذا الكتاب حول الدببة فقط ولكن أيضا حول الناس، ويكشف عن جانبين متعارضين من الطبيعة البشرية، الأول هو قسوة الناس، حيث كانت "اصطياد الدببة"، وربطها وإجبارها على القتال مع الكلاب، رياضة شائعة في بريطانيا، ولم تصبح غير قانونية إلا في عام 1835، كما استمتعت "إليزابيث الأولى" باصطياد الدببة لدرجة أنها ألغت محاولة البرلمان حظرها في عام 1585.

وعلى الرغم من حظره في الهند في عام 1972، فإن "رقص الدب" استمر، حيث يقتل الناس الدببة الكسولة الأم ويختطفون الأشبال، ثم يقلعون أسنانها ما يجبرها على "رقصة الخوف واليأس" التي تقدم "وهم الفرح".

وفي أماكن أخرى يتم استعباد الدببة من أجل "الصفراء"، في فيتنام مثلا (حيث تعتبر تربية الدببة غير قانونية) والصين (حيث لا تكون كذلك)، يتم الاحتفاظ بدببة الشمس والقمر في أقفاص، يتم استخراج الصفراء من المرارة في عملية أقرب إلى التعذيب، ويباع "الذهب السائل" الناتج لخصائصه المضادة للالتهابات.

وهناك نوع من الناس لديهم أيضا جانب أكثر إيجابية، إنهم يبنون أنظمة تسمح بالتعايش، من "سجون" الدببة (حيث يتم إرسال المخلوقات إذا اقتربت كثيرا من المراكز السكانية) إلى صناديق القمامة والخزائن المقاومة للدببة.

يحاول الكثير من الناس حول العالم إنقاذ حياة الدببة وتحسينها، ما يثبت أن هناك بعض الجمال في قصة الوحوش والبشر هذه.
 




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية