بعد الانسحاب الأمريكي.. نساء أفغانستان معرضات للخطر دون حماية
بعد الانسحاب الأمريكي.. نساء أفغانستان معرضات للخطر دون حماية
لا تزال النساء الأفغانيات يتحملن وطأة فظائع طالبان ويتم تجاهلهن باستمرار في الأمور الهامة، بداية من الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من البلاد في أغسطس الماضي، وحتى أحدث خطة إعادة التوطين في الولايات المتحدة التي استثنت النساء لأن معظم النساء اللواتي تم إجلاؤهن غير مؤهلات للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة.
ووقف المترجمون الفوريون وغيرهم ممن شغلوا أدوارا مع الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان، فهم يستحقون الحماية، لكن المهن المحددة في شروط الأهلية يهيمن عليها الرجال في المقام الأول، ولا يمكن نسيان النساء، حتى لو كن في كثير من الأحيان يؤدين أعمالا مختلفة، ورغم الإشادات بجهود الحكومة الأمريكية لإعادة توطين الأفغان بأسرع ما يمكن، لا سيما بالنظر إلى تحديات القدرات في نظام الهجرة، لكن النقص في الموظفين والأعداد الكبيرة أمر حقيقي، مع احترام البعض الذي لا يزال ضمن قوائم الانتظار، ويستحق معالجة أسرع.
مشكلة متكررة
ويمثل استبعاد النساء الأفغانيات من سياسة الإدارة الأمريكية في أفغانستان، حتى دون قصد، مشكلة متكررة، وعلى الرغم من التصريحات العالمية وداخل الولايات المتحدة حول أهمية المرأة في عمليات السلام والأمن، فإن النطاق المحدود لمسارات إعادة التوطين - مثل برنامج "SIV" للأفغان الذين ساعدوا الحكومة الأمريكية، قد أغفل التأثير الكبير للمرأة الأفغانية في تعزيز الديمقراطية والاستقرار والازدهار، فالنساء اللائي عملن في المنظمات غير الحكومية التي تمولها المنح الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، غير مؤهلات لبرنامج التأشيرات الأولية للأفغان الذين ساعدوا الحكومة الأمريكية، حتى عندما كنّ على نفس القدر من الأهمية بالنسبة للجهود الدولية في أفغانستان.
إسهامات نساء أفغانستان قبيل الانسحاب الأمريكي
وقبيل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، عملت النساء، باعتبارهن رائدات أعمال ومعلمات، على تعزيز التنمية والفرص، وبصفتهن شرطيات وقاضيات ومدعيات، عملن على حماية المستضعفين وتعزيز أنظمة العدالة وسيادة القانون، وبصفتهن قادة البرنامج والمهنيين غير الهادفين للربح، فقد قاموا بتنفيذ مشاريع عززت المساواة وعززت البنية التحتية الحيوية والاستقرار الإقليمي، والأهم من ذلك أنهن ساعدن في سعيهن لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا لبلدهن في تعزيز الأمن العالمي.
الخطر يهدد نساء أفغانستان مثل الرجال
وبسبب جهود النساء الأفغانيات، والتزامهم بمُثُل الحرية والديمقراطية والكرامة المتأصلة في الجميع، فإنهن يتعرضن لخطر كبير من طالبان مثلهن مثل الذكور، لكن على عكس الرجال، لم يكن لدى هؤلاء النساء أي طريق قانوني للهجرة قبل الانسحاب، ولقد تم منحهن فرصة صغيرة عندما تم الإعلان عن وضع اللاجئ ذي الأولوية بالنسبة لهن قبل أسبوعين من سقوط كابول، وهي عملية تستغرق عادة أكثر من عام.
تم إبعاد النساء عند بوابات المطار
ودون أي وضع قانوني يستند على قوانين الهجرة أو وضع للوثائق الرسمية، تم إبعاد العديد من النساء عند بوابات المطار أثناء الانسحاب، وتم إجلاء قلة محظوظة من خلال جهود خاصة، ومن بين هؤلاء النساء، العديد منهن عاطلات عن العمل في بلدان ثالثة مثل ألبانيا وباكستان، وفي انتظار أوراق الإفراج المشروط التي من المحتمل أن يتم رفضها، في حين يتمتع البعض بوضع اللاجئ ذي الأولوية الذي سيستغرق سنوات للموافقة عليه.
لا يستطعن التحكم في أموالهن
ولا يمكن للنساء الوصول إلى أموالهن بسبب الأزمة الاقتصادية في أفغانستان، ويعتمد معظمهن على وكالات اللاجئين أو المانحين من القطاع الخاص لتلبية احتياجاتهن الأساسية، في كثير من الحالات، فإن وضعهن في هذه البلدان الثالثة يمنعهن من العمل أو يحظر على أطفالهن الذهاب إلى المدرسة، وبالنسبة لأولئك اللاتي ما زلن في أفغانستان، وكثير منهن مختبئ، فإن الاختيار الجيد الوحيد هو التقدم كلاجئات بمجرد أن يتمكنّ من مغادرة أفغانستان، وهذا شبه مستحيل.
النساء الأفغانيات يستحققن فرصة لبناء الحياة
هؤلاء النساء يستحققن الفرصة لإعادة بناء حياتهن، وإذا كانت الولايات المتحدة لن تعيد توطينهن بسرعة، فيجب أن تساعدهن في العثور على مكان دائم في بلد آخر، وأي شخص حظي بامتياز معرفة المدافعين عن حقوق الإنسان في أفغانستان يدرك مدى صعوبة عملهن خلال عمليات الدخول في مستقبل يسوده السلام، وإذا كان لديهن المزيد من الوقت، لكنّ قد دفعن أفغانستان إلى الأمام من خلال قوة إرادتهن.
إن جميع الأفغان، بغض النظر عن الجنس، يستحقون أن يعيشوا بحرية وأن يحصلوا على حقوقهم، كما استفاد الاستقرار العالمي بشكل كبير من جهود المرأة الأفغانية، وحان الوقت لسياسة الهجرة الأمريكية أن تعترف بهذا الدعم.











