نزوح اللاجئين بعد انتزاع أذربيجان إقليم ناجورنو كاراباخ من أرمينيا
نزوح اللاجئين بعد انتزاع أذربيجان إقليم ناجورنو كاراباخ من أرمينيا
قوافل من شتى أنواع السيارات تسير محملة بالأشخاص وما استطاعوا أن يأخذوه من أغراضهم بعدما اضطروا لترك ديارهم في ناجورنو كاراباخ متجهين إلى القصر الثقافي ببلدة جوريس في جنوبي أرمينيا، والذي أصبح مركزا لاستقبال اللاجئين.
يأتي ذلك بعد أن استولت أذربيجان الشهر الماضي، على إقليم ناجورنو كاراباخ الكائن في جنوبي منطقة القوقاز، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وعلى مدار عقود ظل إقليم ناجورنو كاراباخ محور نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سابقتان بالاتحاد السوفيتي، رغم أنه يقع داخل الأراضي الأذربيجانية، وإن كانت تسكنه أغلبية أرمينية، حتى انفجار الأعمال العدائية الأخيرة.
غير أن الإقليم تمكن في التسعينيات من القرن الماضي، من الانفصال عن أذربيجان بعد حرب أهلية دموية، بمساعدة من أرمينيا.
وفي عام 2020 استطاعت أذربيجان، بفضل اتساع قدراتها العسكرية، بمساعدة من إيراداتها من البترول والغاز، استعادة أجزاء كبيرة من الإقليم، وتم التوصل إلى هدنة هشة بوساطة روسية، وفي 19 سبتمبر الماضي، شنت أذربيجان هجوما عسكريا على الإقليم المتنازع عليه، وأجبرت جمهورية أرتساخ التي أعلنت من جانب واحد، ولم تلق اعترافا دوليا، على الاستسلام، ثم أعلن قادتها الأرمن أنه سيتم حل هذه الجمهورية بداية من عام 2024.
وقبل الجولة الأخيرة من القتال، كان تعداد الأرمن في الإقليم قرابة 120 ألف نسمة، وفقا لآخر التقديرات، وهرب معظمهم أي أكثر من 100 ألف من الإقليم خوفا من الحكم الأذربيجاني، على حد قول الحكومة الأرمينية.
ويحصل اللاجئون الذين يمرون ببلدة جوريس على المياه ووجبة ساخنة، أمام الخيام التي نصبتها منظمات إغاثة مختلفة.
وتساند تركيا، أذربيجان بقوة في صراعها مع أرمينيا، حيث إن تركيا وأذربيجان تجمعهما روابط لغوية وثقافية مشتركة.
وتتفاقم أزمة اللاجئين باستمرار، فتعاني بلدة فايك الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة، وتبعد بمسافة 140 كيلومترا عن العاصمة الأرمينية يريفان، من كثرة أعداد القادمين إليها، وتزدحم شوارعها باللاجئين.
ووعد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، بدعم اللاجئين بمبلغ 250 دولارا شهريا، طوال نصف العام المقبل، ولكن مثلما هي الحال في جوريس، يلاحظ أن المتطوعين هم في الغالب من يسعى إلى تخفيف الوضع في بلدة فايك حيث نصبوا خياما يوزعون من خلالها الطعام.