"فورين بوليسي" تستعرض أهم الأحداث في جنوب آسيا خلال 2023

"فورين بوليسي" تستعرض أهم الأحداث في جنوب آسيا خلال 2023

أنتجت العديد من الأحداث العالمية، هذا العام، آثارا متتالية في جميع أنحاء جنوب آسيا، حيث أدى اشتداد الحرب الروسية في أوكرانيا إلى إلحاق أضرار، لا سيما ارتفاع التضخم بعدد من الاقتصادات، بما في ذلك نيبال وباكستان، فيما فتح التقارب السعودي الإيراني مجالا دبلوماسيا أكبر لدول جنوب آسيا حيث وضعت خطة لبناء ممر اتصال ضخم عابر للحدود الوطنية الهند في وضع يمكنها من تعزيز العلاقات التجارية مع الشرق الأوسط وأوروبا.

وأخيرا، ولدت الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في أكتوبر مخاوف دبلوماسية وأمنية جديدة في جنوب آسيا، التي تستثمر بعمق في استقرار الشرق الأوسط.

ووفقا لتقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مع هذه الاختراقات ونقاط الوميض التي تحدث في جميع أنحاء العالم هناك أربعة أحداث رئيسية في عام 2023 من الصعب التغاضي عنها داخل جنوب آسيا نفسها.

الهند تهبط على سطح القمر

في أغسطس، هبطت الهند هبوطا سلسا على سطح القمر، لتصبح رابع دولة تقوم بذلك، وأول دولة تهبط على القطب الجنوبي على سطح القمر، وأظهرت الهند البراعة العلمية والتكنولوجية لوكالة الفضاء في البلاد، التي أطلقت مئات الأقمار الصناعية منذ تشكيلها في ستينيات القرن العشرين، كما أضاف الهبوط الكثير إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وفي عام 2023، شغلت الهند المنصب المرموق لرئيس مجموعة العشرين واستضافت كأس العالم للكريكيت.

باكستان تطرد 1.7 مليون أفغاني

اندلعت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في المنطقة هذا العام بسبب قرار باكستان في نوفمبر طرد جميع المهاجرين غير الشرعيين، بما في ذلك 1.7 مليون أفغاني، فر نحو 600 ألف منهم من أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021.

وأشارت إسلام أباد إلى أسباب أمنية داخلية لهذه الخطوة، لكنها تهدف على الأرجح إلى الضغط على طالبان لبذل المزيد من الجهد للحد من وجود الإرهابيين المناهضين لباكستان المتمركزين في أفغانستان.

وأدانت طالبان، التي تواجه بالفعل تحديات اقتصادية وإنسانية هائلة وغير قادرة على استيعاب مئات الآلاف من العائدين، عملية الطرد.

سلطت كل من الخطوة الباكستانية ورد طالبان الضوء على حدة التوترات بين الحليفين القديمين، وهي التوترات التي تفاقمت بسبب الزيادات الحادة في الهجمات الإرهابية في باكستان التي نفذها مسلحون متمركزون في أفغانستان لهم علاقات مع طالبان.

وهذا يتناقض مع قصة دبلوماسية إقليمية أخرى هذا العام: علاقة الهند المتنامية مع طالبان، التي كانت نيودلهي تعتبرها ذات يوم لاعبا عدائيا، في نوفمبر أغلق دبلوماسيون أفغان موالون لحكومة ما قبل طالبان السفارة الأفغانية في نيودلهي، مشيرين إلى نقص الدعم الهندي، وبعد أيام تولى مسؤولو طالبان مسؤولية البعثات الدبلوماسية الأفغانية في الهند.

محاولة قتل خارج نطاق القضاء

في نوفمبر، كشفت السلطات الأمريكية عن لائحة اتهام وصفت بالتفصيل مؤامرة لاغتيال انفصالي من السيخ في نيويورك يزعم أن موظفا حكوميا هنديا دبرها. 

أحبطت الولايات المتحدة الخطة، لكن لا يزال يتعين على المسؤولين الأمريكيين مواجهة احتمال أن يكون شريك استراتيجي وثيق قد حاول القيام بعمل من أعمال القمع العابر للحدود على الأراضي الأمريكية، إن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند قوية بما يكفي للتغلب على الصدمة، لكنها هزت الثقة في شراكتهما.

أكدت الادعاءات ضد الهند اتجاهاً إقليمياً: عانت الديمقراطية في جنوب آسيا في عام 2023، حيث كثف المسؤولون في باكستان وبنغلاديش حملات القمع ضد المعارضة، بما في ذلك اعتقال وسجن قادة المعارضة ومؤيديها، وفي سبتمبر ألقى تقرير للأمم المتحدة باللوم على سريلانكا في "عجز المساءلة" الذي يؤدي إلى عدم معالجة انتهاكات حقوق الإنسان وإساءة استخدام السلطة، وفي أفغانستان رفضت طالبان تخفيف الحظر المفروض على تعليم الفتيات وزيادة القيود المفروضة على عمل النساء.

تشديد الخناق على بنغلاديش

في مايو، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن سياسة جديدة لتقييد التأشيرات لبنغلاديش تهدف إلى معاقبة أولئك الذين يعيقون إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

ومن المقرر أن تتوجه البلاد إلى صناديق الاقتراع في 7 يناير، وبحلول سبتمبر كانت قد نفذت هذه السياسة مستهدفة أفرادا لم تذكر أسماءهم.

وجاءت القيود خلال عام أكد فيه المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا أهمية إجراء انتخابات حرة في بنغلاديش، كما جعلت هذه السياسة بنغلاديش الدولة الوحيدة في جنوب آسيا باستثناء أفغانستان التي استهدفتها الإجراءات القسرية الأمريكية في السنوات القليلة الماضية.

وزادت القيود المفروضة على التأشيرات من حدة الانتباه إلى موقف واشنطن غير المتسق بشأن الديمقراطية في جنوب آسيا، حيث صاغت سياستها في بنغلاديش حول المبادئ الديمقراطية بينما لم تقل الكثير علنا عن حملات القمع ضد المعارضة في باكستان والتراجع الديمقراطي في الهند في عام 2023.

ومع اقتراب موعد الانتخابات في بنغلاديش بعد أسابيع قليلة، لا يبدو أن التحركات الأمريكية قد آتت ثمارها: فالمعارضة ستقاطع الانتخابات واستخدمت الحصار والعنف ضد الحكومة التي اعتقلت الآلاف من قادة المعارضة وأنصارها منذ أواخر أكتوبر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية