المرصد السوري: تدهور كبير في أوضاع مخيم الركبان والسكان يعانون

المرصد السوري: تدهور كبير في أوضاع مخيم الركبان والسكان يعانون

اعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن سكان مخيم الركبان الواقع عند مثلث الحدود السورية– الأردنية– العراقية، يعانون من صعوبات جمة، بسبب وجود المخيم في بقعة جغرافية صحراوية، حيث تندر فيها المياه والآبار الجوفية، والتي تعتبر من الأمور الأساسية للحياة.

وذكر المرصد في بيان نشره على موقعه الرسمي، أن معاناة قاطني المخيم، زادت بسبب اعتماد المخيم في مياه الشرب على آبار ارتوازية من داخل الأراضي الأردنية، حيث تضخ المياه عبر أنابيب بلاستيكية، بعد أن تتم معالجتها وتعقيمها بمادة الكلور، وبعدها يتم ضخ المياه إلى خزانات المخيم، والبالغ عددها 5 خزانات، وهي على ارتفاع 20 مترا على الأرض، ويتم ضخ المياه للخزانات عن طريق مضخات بعد فتح تلك الخزانات وتعبئتها، وتوزيع المياه على مناهل المياه المعدة للشرب، في حين يقوم الأهالي بتعبئة المياه من المناهل عن طريق كالونات (بيدونات بلاستيك)، ويتم نقلها بواسطة عربات “دفش”، وتزيد هذه الطريقة من معاناة الأهالي.

وأوضح أنه مع دخول فصل الشتاء ازدادت هذه الأمور صعوبة وتعقيداً، حيث يعتبر فصل الشتاء قاسياً في المنطقة الصحراوية ويصعب على نازحي المخيم أيضاّ تأمين وسائل التدفئة (الحطب والمازوت)، وإذا وجدت مواد التدفئة، فهي تباع بأسعار مرتفعة جداً، حيث بلغ سعر الحطب 650 ليرة سورية للكيلو الواحد، أما لتر المازوت الواحد فوصل سعره إلى 4000 ليرة سورية. 

وأشار المرصد السوري إلى أن أغلب سكان المخيم لا يستطيعون شراء تلك المواد بهذه الأسعار، لذا فهم يعتمدون على ما يجلبه أطفالهم من أماكن تواجد القمامة، من أجل التدفئة أو الطبخ. 

وبحسب المرصد، يعيش أطفال مخيم الركبان حالة مأساوية، وبدأت حياتهم في النزوح والمعاناة التي قضت على طفولتهم، حيث يبدأ يومهم ما بين جلب المياه لأهاليهم، ونقلها من منطقه توزيع المياه لمنازلهم، وبين جمع المواد القابلة للاشتعال من القمامة، والمخلفات البلاستيكية وغيرها، في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور اثني عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.

 


 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية