المرصد السوري: قصف تركيا لشمال سوريا تسبب في تدهور الوضع الاقتصادي

المرصد السوري: قصف تركيا لشمال سوريا تسبب في تدهور الوضع الاقتصادي

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن أن القصف التركي الأخير الذي استهدف المنشآت الحيوية والنفطية في مناطق شمال وشرق سوريا أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وجعله أكثر تعقيدا بالنسبة لسكان المنطقة، الأمر الذي انعكس سلباً على الأوضاع، في ظل ما تشهده المنطقة من شح في المشتقات النفطية كالمازوت والبنزين وغيرها من المواد. 

وأوضح المرصد في موجز على موقعه الرسمي، أن مشهد طوابير السيارات والدراجات النارية بات مألوفاً أمام محطات الوقود في مناطق شمال وشرق سوريا، وتبدأ منذ ساعات الفجر وحتى ساعات متأخرة من الليل، بالإضافة إلى ارتفاع سعره في السوق السوداء بعد أن بدأت "الإدارة الذاتية" باستيراد الغاز المنزلي من إقليم كردستان العراق وضخه للمستهلك بسعر 10 دولارات أمريكية أي ما يعادل 150 ألف ليرة سورية.

وأشار المرصد السوري، إلى أن المواطن يعاني من أعباء الحياة المعيشية وارتفاع تكاليفها في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده المنطقة، ما دفع السكان للتوجه للأساليب البدائية والحصول على مادة الجاز التي باتت طوابيرها تعادل طوابير المازوت والبنزين.

وأكد المرصد أن مناطق شمال وشرق سوريا تشهد استياء شعبيا كبيرا ضد الهجمات التركية كونها تستهدف بالدرجة الأولى المنشآت الخدمية والبنية التحتية، في ظل الوضع المعيشي الصعب واستمرار انهيار العملة السورية أمام الدولار الأمريكي.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور اثني عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية