اليوم الدولي للأحياء البرية.. ثروة بيولوجية مهددة بالانقراض على وقع تغير المناخ
يحتفل به في 3 مارس من كل عام
بثروة لا تقدر بثمن للبشرية والبيئة، تعد الأحياء البرية والتنوع البيولوجي مصدرا للغذاء والوقود والأدوية والسكن والملابس وغيرها، لذا يسبب انقراضها أضرارا جسيمة.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للأحياء البرية، في 3 مارس من كل عام، للتذكير بأهمية تعزيز الوعي بالمنافع التي تعود على البيئة من صون الأشكال والأنواع العديدة للحيوانات والنباتات البرية.
وتقول الأمم المتحدة إن الحياة البرية لا تقدر بثمن، وتدعو إلى تكثيف الجهود المبذولة في مكافحة الجرائم في حق الحياة البرية والحد من الأنشطة البشرية التي تتسبب في تقليل تلك الأنواع، بما في ذلك من آثار اقتصادية وبيئية واجتماعية واسعة النطاق.
ولمواجهة هذه الآثار السلبية المختلفة التي تواجه الأحياء البرية، يركز الهدف رقم 15 من أهداف التنمية المستدامة على وقف فقدان التنوع البيولوجي، إذ يرمي إلى حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي.
التكنولوجيا الرقمية
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "قد تسببت الأنشطة البشرية في آثار مدمرة للأحياء البرية، ولكن العبقرية البشرية يمكن أن تساهم في إنقاذها".
وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "التلوث والاضطراب المناخي وفقدان الموائل واستغلال الطبيعة عوامل دفعت بمليون نوع من أنواع النباتات والحيوانات إلى حافة الانقراض، كما تشكل أيضا تهديدا مباشرا لصحة وسبل عيش بلايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، لا سيما منهم أكثر الفئات ضعفا".
وأضاف: "غير أن التكنولوجيات الرقمية، كما يذكرنا الموضوع المفرد هذا العام لليوم العالمي للأحياء البرية، يمكن أن تساهم في إعادة الأمور إلى نصابها، وبالفعل تساعد حاليا في تعقب الحيوانات المعرضة للخطر، ورسم مسار هجرة الأحياء البرية واستخدام الأراضي، بما يتيح دعم الجهود المبذولة لحمايتها".
وتابع: "التكنولوجيات الرقمية لها من المقومات، إن استخدمت بشكل مسؤول ومستدام ومنصف، ما من شأنه أن يحدث ثورة في جهود حفظ الأحياء البرية، لكنها ليست سوى أداة من جملة أدوات الترسانة المتاحة لنا، لا عصا سحرية تحل جميع المشاكل".
ومضى قائلا: "لذلك فنحن لا نزال في حاجة إلى تضافر جهود البلدان والشركات والأفراد للمساعدة في انتشال الأحياء البرية في العالم من حافة الهاوية وبناء مستقبل عادل ومستدام".
وتناقش الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل المقرر عقده عام 2024، مقترحات مطروحة لوضع مقاييس جديدة تكميلية لمقياس الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح الأمين العام أن "الأنشطة مثل صيد الأسماك المفرط وإزالة الغابات تزيد من الناتج المحلي الإجمالي، لكنها تدمر الطبيعة في الوقت نفسه، ويمكن أن توفر المقاييس التكميلية في هذا الصدد توازنا من خلال قياس الجوانب التي تحظى حقا باهتمام الناس والكوكب".
كما حث البلدان على "اتخاذ إجراءات عاجلة للحد بدرجة كبيرة من الانبعاثات، والتكيف مع الظواهر المناخية القاسية، ومنع التلوث، وكبح فقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك الاعتراف بالدور الذي تؤديه الشعوب الأصلية في حماية التنوع البيولوجي".
وقال: "يجب على البلدان متقدمة النمو أن تستثمر في التنوع البيولوجي والعمل المناخي في البلدان النامية، ويجب على جميع الحكومات أن تضع خططا مناخية وطنية جديدة تتماشى مع ضرورة حصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية ضمن حدود 1,5 درجة مئوية، إلى جانب وضع استراتيجيات وطنية للتنوع البيولوجي لتنفيذ إطار كونمينغ- مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي".
واختتم أنطونيو غوتيريش كلمته بعبارة: "إننا نعول في حياتنا على الطبيعة. فلنبرهن على أن الطبيعة يمكنها أن تعول علينا، ولنبادر بالعمل على حمايتها".
لا تقدر بثمن
ويعتمد البشر في كل مكان على الموارد القائمة على الحياة البرية والتنوع البيولوجي لتلبية احتياجاتهم من الغذاء والوقود والأدوية والسكن والملابس، كما يتمتعوا بمنافع وجمال الطبيعة، ولذلك لا بد من العمل للتأكيد على قدرة النظم البيئية على الازدهار والبقاء للأجيال القادمة من خلال الجهود المبذولة لصون البيئة.
ويركز اليوم العالمي للأحياء البرية لعام 2024 على الابتكار الرقمي وكيفية استخدام التقنيات وخدمات الحفظ الرقمي في الدفع قدما بعملية الحفاظ على الأحياء البرية، واعتماد التجارة المستدامة والقانونية في الأحياء البرية، وتعزيز التعايش بينها والإنسان.
وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة لعام 2024 تحت شعار: "الربط بين الناس والكوكب واستكشاف الابتكار الرقمي في صون الأحياء البرية"، وذلك لتفعيل التأثيرات والتدخلات الرقمية على النظم البيئية والمجتمعات في عالم يزداد ترابطا.
ووفق التقديرات العالمية، تتقلص "الفجوة الرقمية" تدريجياً، مع تحسين سبل الاتصالات وقدرة 66 بالمئة من سكان العالم على الدخول إلى الإنترنت، لكن لا يزال 2.7 مليار شخص في جميع أنحاء العالم غير متصلين بالإنترنت.
وفي أقل البلدان نمواً والدول النامية غير الساحلية، لا يقدر على الدخول إلى الإنترنت سوى 36 بالمئة من السكان، وفضلا عن ذلك، تتأثر النساء والشباب أكثر بالفجوات الرقمية من مثل المقدرة على الدخول إلى الإنترنت واكتساب المهارات الرقمية العملية.
وأدى التقدم التكنولوجي إلى تحسن كبير في جوانب مختلفة من العمل على صون الأحياء البرية، بما في ذلك البحث والاتصالات والتتبع وتحليل الحمض النووي، لا سيما وأن تحديات الوصول غير المتكافئ، والتلوث البيئي، والاستخدام غير المستدام للتكنولوجيا يعيق تحقيق الشمول الرقمي العالمي بحلول عام 2030.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يلبي 50 ألف نوع من أنواع الحياة البرية احتياجات مليارات الناس في أرجاء العالم، إذ يعتمد 1 من كل 5 أفراد في أرجاء العالم على الأنواع البرية في الكسب والغذاء، بينما يعتمد ملياران ونصف المليار على الوقود الخشبي في الطهي.











