أوباما يشدد على أهمية "الحفاظ على الأرض" قبل التفكير في المريخ
أوباما يشدد على أهمية "الحفاظ على الأرض" قبل التفكير في المريخ
شدد الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، الضيف الاستثنائي لمؤتمر حول تحول الطاقة في باريس، الأربعاء، على ضرورة حفاظ البشر على بيئة الأرض قبل التفكير في استعمار كوكب المريخ، الذي لن يكون صالحاً للعيش أبداً.
وتحدث أوباما عن "أباطرة سيليكون فالي، الذين يبني الكثير منهم مركبات فضائية"، قائلا "أحبُّ استكشاف الفضاء، وأتطلع إلى رؤيتنا نصل إلى المريخ وما بعده لكن عندما أسمع بعض الناس يقولون إن الخطة هي استعمار المريخ لأن البيئة على الأرض قد تتدهور، وأنه سيصبح غير صالح للعيش.. لكن ما هذا الكلام؟!"، بحسب وكالة فرانس برس.
وأضاف أوباما أمام حشد ضم خصوصاً متخصصين في مجال الطاقة المتجددة اجتمعوا في أحد مجمعات حي لا ديفانس قرب باريس "حتى بعد حرب نووية، وهو ما لا أقلل منه، ستكون الأرض أكثر ملاءمة للعيش من المريخ! حتى لو لم نفعل شيئاً بشأن تغير المناخ، فإنها ستظل تحتوي على الأكسجين، وكل ما نعرفه هو أن المريخ لا" يستوفي هذه الشروط.
وتابع الرئيس الأسبق، قائلاً "أفضّل أن نستثمر في رعاية هذا الكوكب هنا. السبب وراء ذهابنا إلى الفضاء هو اكتشافه ومعرفته، وليس لأننا سنُحدث وضعاً أفضل هناك. نحن مصممون لنعيش في هذا المكان وسيكون من الجيد لو حافظنا عليه، حتى يبقى صالحاً للعيش".
ولساعة من الوقت، تحدث الرئيس الأميركي الأسبق على خشبة المؤتمر في حوار أداره أحد الصحفيين، عن عمله في البيت الأبيض من أجل المناخ والتحول البيئي (معايير الصناعة، ودعم الطاقات المتجددة في خضم أزمة 2008 -2009)، وعن الحفاظ على المناطق الطبيعية.
لكنه لم يذكر ما حدث لخليفته دونالد ترامب، الذي أخرج بلاده في عام 2017 من اتفاقية باريس للمناخ، التي وقعها أوباما قبل عامين.. وقال ببساطة "الحقائق تتحدث عن نفسها".
وافتتح باراك أوباما مساء الأربعاء، اجتماعاً بعنوان "باور إيرث سامت"، من تنظيم اثنين من رواد الأعمال في مجال الطاقة المتجددة، ويجمع لاعبين فرنسيين حول هذا الموضوع يومي الخميس والجمعة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".