مارتن لوثر كينغ| لستُ أسود.. أنا رجل

مارتن لوثر كينغ| لستُ أسود.. أنا رجل
مارتن لوثر

في 21 مارس من كل عام يحتفل العالم، باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، وهو اليوم الذي أطلقت فيه الشرطة في شاربفيل بجنوب أفريقيا النار على المحتجين السلميين، ضد “قوانين إقرار” الفصل العنصري في العام 1960، وعلى رأس من واجهوا العنصرية في العالم وتبنوا قيم المساواة وحاربوا من أجلها، بل ودفعوا ثمنًا باهظًا ثمنًا لذلك.. مارتن لوثر كينغ.


“الديمقراطية تمر بلحظة محفوفة بالمخاطر وحياة وإرث الزعيم الحقوقي تظهر لنا الطريق وينبغي أن ننتبه له..” تحدث بهذه الكلمات الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما كان يحتفل بذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ جونيور في 2023 في كنيسة إبنيزر المعمدانية في أتلانتا.


يعتبر مارتن لوثر كينغ من الأكثر تأثيرًا في تاريخ الولايات المتحدة، ومن أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان وإنهاء التمييز العنصري ضد السود، ومواجهة التفرقة على أساس اللون وأن المساواة هي حق للجميع دون تفضيل لأحد على حساب الآخر.. وهو الذي واجه العنصرية بعبارته الشهيرة “لستُ اسود، أنا رجل”.


ولد مايكل لوثر كينغ -الذي تم تغيير اسمه لاحقًا إلى مارتن -  فى مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، التي كانت تشهد أبشع مظاهر التفرقة العنصرية، وواجه مارتن في طفولته تلك العنصرية عندما واجه النبذ من أقرانه البيض والذي عجز هو عن تفسيره، ولكن الأمر ساهم في تشكيل وعيه ليكون رافضا للعنصرية والظلم مطالبا بتعزيز قيم المساواة وحقوق الإنسان.


“لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر أنك أقل من البيض فأنت لا تقل عن أي شخص آخر” .. وبتلك الكلمات حاولت والدة مارتن لوثر كينغ تحفيز ابنها حتى لا يتأثر بالعنصرية التي كان يتعرض لها، ليواصل دراسته حتى حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في سنة 1948، وبالتزامن مع الدراسة عُيِّن مساعداً في كنيسة أبيه، حتى أصبح قسا معمدانيا، وبعدها  التقى بفتاة تدعى كوريتاسكوت وتزوج منها في عام 1953، ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بوسطن.


وفي عام 1955م حصل على درجة الدكتوراة في اللاهوت وخلال تلك الفترة تأثر بالكاتب الأمريكي ثورو الذي كان يؤمن بالعصيان المدني ورفض أشكال العنصرية كافة.
وبعد زواجه انتقل مارتن إلى مدينة مونتجمري، التي أطلق من خلالها دعوته لرفض العنصرية والتمييز، وهناك حدثت واقعة تمييز ضد إحدى السيدات السود ليطلق بعدها حملة مقاطعة لحافلات المدينة التي شهدت تلك الحادثة، واستمرت الحملة لمدة عام كامل.


وتعرض مارتن لحملة من المضايقات الحكومية وصلت إلى حد اعتقاله، وبعد الإفراج عنه وبينما كان يخطب في أنصاره تعرض لمحاولة استهداف هو وأسرته، وبعدها ألقي القبض عليه ومعه مجموعة من القادة البارزين بتهمة الاشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل، حتى طلب من أنصاره العدول عن المقاطعة بعدما أصدرت المحكمة العليا حكما تاريخيا يقضي على التمييز في الحافلات ليكون من بين الانتصارات التي تحسب لمارتن لوثر.


وبعد ذلك ناضل كينغ من أجل الحصول على حق الانتخاب مهاجما الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وردد مطلبه الشهير: أعطونا حق الانتخاب، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.. وبتشجيع من نجاح مقاطعة الحافلات في مونتجمري، قام مع نشطاء الحقوق المدنية في عام 1957 بتأسيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية (SCLC)، وهي مجموعة ملتزمة بتحقيق المساواة الكاملة للأمريكيين الأفارقة من خلال الاحتجاج  وكان شعار مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية هو “لا يجوز إيذاء شعرة واحدة من رأس شخص واحد”. 


وفي أغسطس 1963 ألقى مارتن لوثر خطابه الشهير (لدي حلم) أمام نصب لنكولن التذكاري ومن أبرز ما جاء فيه “لدي حلم بأنه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معاً على منضدة الإخاء.. لدي حلم بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يُحكم فيها على الفرد من لون بشرته، إنما مما تحويه شخصيته.


وبعدها أصدرت الولايات المتحدة قانون الحقوق المدنية ليحصد كينغ لقب رجل العام من مجلة التايم كأول رجل أمريكي أسود يحصل عليه، ثم حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف.


وواصل كينغ نضاله من أجل المساواة حتى تم اغتياله ففي مساء يوم 4 أبريل 1968، اغتيل مارتن لوثر كينغ  بالرصاص أثناء وقوفه على شرفة فندق في ممفيس، حيث سافر كينغ لدعم إضراب العمال وفي أعقاب وفاته، اجتاحت موجة من أعمال الشغب المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد، في حين أعلن الرئيس جونسون يوم حداد وطني.



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية