فيليب لازاريني.. رجل الأونروا الذي أنقذ حياة الفلسطينيين

فيليب لازاريني.. رجل الأونروا الذي أنقذ حياة الفلسطينيين

في أبريل 2020 عندما تولى فيليب لازاريني رئاسة الأونروا -وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى- بالتزامن مع بدء انتشار جائحة كوفيد-19، لم يكن يدرك أنه وبعد 3 سنوات سيتعين عليه مواجهة أكبر كارثة إنسانية في تاريخ المنطقة، عندما اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، لتدفع إسرائيل بالقطاع الفلسطيني إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة بين التجويع وعمليات القتل المستمرة التي لم تستهدف المدنيين فحسب، بل ووصلت إلى عمال المنظمات الإغاثية والأممية.


"غزة أصبحت مقبرة لسكان محاصرين بين الحرب والحصار.. التاريخ سيحاكمنا جميعاً إذا لم يحدث وقف لإطلاق النار في غزة.. رغم الفظائع التي عاشها سكان غزة فربما ينتظرهم ما هو أسوأ مما عاشوه".. كانت هذه الكلمات من بين التصريحات التي أطلقها المفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، حول الوضع في قطاع غزة مستهدفاً وصف المأساة التي يعيشها سكان القطاع للعالم والمجتمع الذي يرى أنه خذل هؤلاء المحاصرين بين الجوع والقتل والآلام التي لا تتوقف.


لم يعبأ مفوض الأونروا منذ اليوم الأول للأزمة بأي حسابات أو عراقيل حاولت إسرائيل وضعها أمام المنظمة التي قال إن إسرائيل تشن عليها حملة منسقة تهدف إلى تدميرها وتدمير فكرة أن الفلسطينيين لاجئون ولديهم الحق في العودة ذات يوم.. كان الشيء الوحيد في حساباته هو الحد من آثار الأزمة الإنسانية في غزة والوصول إلى وقف لإطلاق النار يسمح بوصول مساعدات كافية لمئات الآلاف من سكان غزة.


وبينما كان لازاريني منشغلًا بالعمل على وقف المحنة في غزة، وجد نفسه أمام تحد آخر وصعب، عندما قرر عدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وقف تمويلها للمنظمة، بعد مزاعم إسرائيل أن 12 من موظفي الأونروا شاركوا في هجوم "حماس"، 7 أكتوبر، على جنوبي إسرائيل، وهي المزاعم التي فشلت إسرائيل في إثباتها حتى الآن.


وصعّدت إسرائيل من تحديها جهودَ مفوض الأونروا، عندما طالبه وزير الخارجية الإسرائيلي بالاستقالة، ليخرج بعدها يؤكد أنه باقٍ في منصب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولن يتقدم باستقالته.


وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدد لازاريني رفضه كذلك الدعوات الإسرائيلية لتفكيك المنظمة، مؤكدًا أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" قائلاً "تفكيك الأونروا خطوة متهورة.. عبر القيام بها سنضحي بجيل كامل من الأطفال وسنزرع بذور الكراهية والاستياء وستندلع النزاعات".


الممارسات الإسرائيلية لم تمنع لازاريني من المواجهة، بل وصعّد من ردة فعله عندما اتهم تل أبيب بسوء معاملة موظّفي وموظّفات الوكالة الدّولية الذين تم اعتقالهم، "لدينا شهادات مباشرة تتّهم إسرائيل بسوء المعاملة والتعذيب الممنهج.. تم إجبار الموظّفين والموظّفات على الإدلاء بشهادات كاذبة".


وأمام المحاولات الإسرائيلية طرح بديل للمنظمة، خرج رافضاً تلك التصورات، "لا توجد منظمات أخرى تابعة للأمم المتّحدة يمكنها القيام بما نقوم به، ولا توجد منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة تقدم التّعليم العام للأطفال.. برنامج الأغذية العالمي ليس بديلاً هو الآخر".


قبل وصوله إلى منصب المفوض العام للأونروا، تدرّج في عدد من المناصب في الأمم المتحدة، حيث خدم لازاريني منذ 2015 نائباً للمنسق الخاص للأمم المتحدة والمنسق المقيم والإنساني للبنان، ويتمتع لازاريني بأكثر من 30 عاماً من الخبرة المهنية، بما في ذلك مناصب قيادية مع الأمم المتحدة والقطاع الخاص واللجنة الدولية للصليب الأحمر.


وتم انتدابه لبعثة الأمم المتحدة في الصومال نائباً للممثل الخاص والمنسق المقيم والإنساني منذ 2013 وحتى 2015، وعمل مع الأمم المتحدة في العراق عام 2003، وتولى من بعدها مناصب في مقر الأمم المتحدة العام في نيويورك وفي أنغولا والصومال والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقبل انضمامه للأمم المتحدة، عمل مع اتحاد المصارف الخاصة في جنيف رئيساً لقسم التسويق.


وخلال الفترة ما بين 1989 و1999، عمل لازاريني مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر نائباً لرئيس الاتصال في جنيف ورئيساً للبعثة في رواندا وأنغولا وسراييفو، ومبعوثاً في جنوب السودان والأردن وغزة وبيروت.
وبدأ عمله المهني في عام 1987 اقتصادياً مع مقاطعة بيرن في سويسرا، وهو خريج جامعة نوشاتيل وجامعة لوزان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية