الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: 6 أشهر من اللاإنسانية في غزة
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: 6 أشهر من اللاإنسانية في غزة
قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنه بعد مرور 6 أشهر منذ يوم العنف المروع في إسرائيل، ما زال العد مستمرا من العنف المتصاعد في غزة، حيث الوضع يائس ويزداد سوءًا.
وأوضح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان أنه قدم الدعم لكل من جمعية نجمة داود الحمراء في إسرائيل وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال أشهر من العنف والجوع الكارثي والمتصاعد باستمرار، مؤكدا عدم انحيازه لأي طرف وأن اهتمامه فقط يتعلق بالجانب الإنساني.
وشدد على ضرورة وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك الشمال، معلنا ترحيبه بالأخبار الأخيرة التي تفيد بإعادة فتح معبر إيريز/ بيت حانون، مؤكدا أن عملية إعادة الفتح هذه يجب أن تكون دائمة وأن تؤدي إلى زيادة هائلة في عمليات تسليم المساعدات.
كما أكد الاتحاد في بيانه ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقهم، مطالبا بالإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن.
خسائر بشرية ومادية
أشار البيان إلى أنه منذ أكتوبر، فقد الاتحاد الدولي 18 عضوًا مبينا أنه قتل 15 موظفاً ومتطوعاً من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و3 من نجمة داود الحمراء، عضو الجمعية الوطنية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في إسرائيل.
كما اضطر مستشفى القدس في مدينة غزة ومستشفى الأمل في خان يونس، اللذان تديرهما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى إغلاق أبوابهما بعد تعرضهما للقصف، مما أودى بحياة المرضى وحرمان آلاف آخرين من الرعاية.
عمل إنساني
وأوضح الاتحاد أنه على الرغم من التحديات والظروف الرهيبة، واصلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تقديم المساعدات المنقذة للحياة للناس في غزة. وقد شمل ذلك: إنشاء 14 مخيماً تؤوي 5,100 أسرة (حوالي 30,000 نسمة)، وعلاج ما يقرب من 20 ألف مصاب، وإنشاء نقاط طبية، وتقديم خدمات الصحة المجتمعية والدعم النفسي والاجتماعي لحوالي 200 ألف شخص، إضافة إلى تقديم المساعدة في توزيع المساعدات، على الرغم من أنه لم يتم السماح بدخول ما يكفي منها إلى غزة.
وذكر أن نجمة داود الحمراء في إسرائيل قامت بتعبئة أكثر من 10,000 موظف ومتطوع، وأجابت على أكثر من 20,000 مكالمة باستخدام 2,300 مركبة طبية للطوارئ.
ولا تزال في طليعة الاستجابة الإنسانية في إسرائيل من خلال خدماتها الطبية الطارئة، وخدمات جمع الدم والحليب البشري، والدعم المستمر للمجتمعات التي تم إجلاؤها.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان شاباجين “إن الوضع الإنساني الحالي للمدنيين في غزة يتجاوز الكارثة، حياة الملايين معرضة لخطر الجوع، ويجب ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق للوصول إلى المحتاجين. ليس غدًا، بل الآن”.
واختتم شاباجين البيان قائلا" 6 أشهر هي علامة فارقة فظيعة، يجب علينا أن نفكر، ونطالب بالتغيير".
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 33 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 75 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".