واشنطن تدعو خبيرة أممية في حقوق الإنسان إلى زيارة غوانتانامو
واشنطن تدعو خبيرة أممية في حقوق الإنسان إلى زيارة غوانتانامو
كشفت الخبيرة المختصة في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فيونوالا ني أولين، الثلاثاء، عن تلقيها "دعوة أولية" من واشنطن لزيارة معتقل غوانتانامو، منوهة أنه يشكل سابقة بعد عقدين من الطلبات المتكررة لإجراء الزيارة.
وأشادت الخبيرة بالدعوة الأمريكية، معتبرة أنها "خطوة إيجابية"، مبينة أنها دعوة أولية بما يعني أن تفاصيل الزيارة لا تزال قيد المناقشة، وقالت إن الأمر يتعلق بالتأكد من إمكان ضمان متطلبات الاستقلالية والحياد، وتوافر الشروط للسماح بزيارة من دون عرقلة، مشيرة إلى أن هذا يمكن أن يستغرق بعض الوقت، وفق وكالة فرانس برس.
وقالت المقررة الخاصة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان في جنيف: "يسعدني أن أعلن أن حكومة الولايات المتحدة وجهت لي دعوة أولية للقيام بزيارة تقنية إلى المحطة البحرية الأمريكية في غوانتانامو في كوبا".
ونوهت إلى أن استمرار سجن المعتقلين يشكل انتهاكا مستمرا للقانون الدولي.
ويضم السجن حاليا 38 معتقلا من أصل 800 شخص في المجموع نقلوا إليه، ووصل بعض السجناء الحاليين إليه في الأشهر الأولى لفتحه.
وقالت فيونوالا ني أولين إن "عددا كبيرا من هؤلاء الرجال يبدؤون عامهم العشرين في الاعتقال لدى الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، ذكر أن الأوضاع الحالية في معسكر غوانتانامو تشكل ظروفا ترقى إلى مستوى التعذيب وغيره من أشكال المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، بموجب القانون الدولي.
وذكرت الخبيرة الحقوقية أن هؤلاء الرجال يعيشون مع صدمة عميقة من التعذيب النفسي والجسدي، مؤكدة أن استمرار احتجازهم في الموقع الذي تعرضوا فيه لمثل هذه الانتهاكات الجسيمة يشكل انتهاكا صارخا لحقوقهم الإنسانية الأساسية.
معضلة قانونية
وأوضحت أن الذين نُقلوا إلى خارج معتقل غوانتانامو ما زالوا يعيشون في معضلة قانونية من دون مساعدة أو وضع قانوني محدد أو إعادة تأهيل في بلدان إعادة التوطين أو الأصل، معربة عن أسفها لهذا الوضع.
وفي وقت سابق، كشفت تقارير صحفية عن توجه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نحو إطلاق سراح نصف سجناء معتقل غوانتانامو، في خطوة تقول إنها ربما تمهد الطريق لإغلاقه بشكل تدريجي.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية، بأن فريقا من الخبراء يضم عسكريين ومسؤولين في الأجهزة الاستخبارية توصلوا إلى إمكانية إطلاق سراح أكثر من نصف سجناء غوانتانامو البالغ عددهم 39 سجينا.
وقام الفريق المختص بمراجعة وضع سجناء غوانتانامو، مبينا أنه يمكن إرسال من يتم إطلاقهم إلى بلادهم أو حتى إلى دولة أخرى.
سجن للإرهابيين
ويقع معتقل غوانتانامو في خليج غوانتانامو، وبدأت السلطات الأمريكية باستعماله في سنة 2002 عقب هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين.
ويعتبر السجن سلطة ذاتية مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن معتقل غوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر.
ويعتبر مراقبون أن معتقل غوانتانامو تنمحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقسوة شديدة، مما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية واستنكارها، والمطالبة بوضع حد لهذه المعاناة، وإغلاق المعتقل سيئ السمعة بشكل تام.
يذكر أن خبراء الأمم المتحدة المستقلون في مجال حقوق الإنسان يسعون دوما إلى دخول السجن العسكري في جنوب شرق كوبا منذ فتحه في 2002 لمعتقلي الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، لكن محاولاتهم كانت تقابل دائما بالرفض والمماطلة.