اليونان تدعو أوروبا لاستضافة الأطفال الفلسطينيين من غزة

اليونان تدعو أوروبا لاستضافة الأطفال الفلسطينيين من غزة

قال وزير الخارجية اليوناني، جورج جيرابيتريتيس، لرويترز، الأربعاء، إنه يجب على أوروبا استضافة الأطفال المصابين والذين يعانون من صدمات نفسية بسبب الحرب في قطاع غزة طالما استمر الصراع.

ويبحث جيرابيتريتيس عن شركاء في ما يأمل أن يكون مشروعا لنقل الأطفال بشكل مؤقت إلى الاتحاد الأوروبي، وقال إنه ناقش الفكرة مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، هذا الأسبوع، وفق وكالة رويترز للأنباء.

وقال جيرابيتريتيس "نحن بحاجة إلى مواجهة هذه المأساة بوضوح شديد". 

وأضاف "يجب أن تكون أوروبا مفتوحة أمام المصابين من غزة وأيضا أمام الأطفال الذين يواجهون الآن المجاعة أو أنواع أخرى من المخاطر".

وانتخبت اليونان عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعامي 2025 و2026 هذا الشهر، ويعتقد جيرابيتريتيس أن العلاقات التاريخية لليونان مع العالم العربي تمنحها مصداقية للاضطلاع بدور وسيط سلام.

ولم يذكر الوزير الذي يتولى منصبه منذ عام عدد الأفراد الذين يمكن أن تستضيفهم اليونان أو الاتحاد الأوروبي، لكنه قال إن الأمر قيد النقاش مع السلطات الفلسطينية.

لا علاقة لها بالهجرة

وشدد على أن المبادرة غير مرتبطة بالهجرة النظامية التي أصبحت ذات حساسية سياسية في أوروبا ويعارضها بشدة تيار اليمين الذي تتزايد قوته.

وقال الوزير "هذه مناشدة واضحة للمساعدة الإنسانية.. نحن لا نتحدث هنا عن هجرة اقتصادية أو أي أنواع أخرى من الهجرة غير النظامية". وتأتي تصريحاته بعد أيام من انتخابات البرلمان الأوروبي التي شهدت صعود اليمين المتطرف.

ونددت اليونان بهجوم السابع من أكتوبر الذي شنه مقاتلون من حركة حماس على مواقع ومناطق في جنوب إسرائيل، لكنها دعت إلى وقف الهجوم البري والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تقول السلطات الفلسطينية إنه أودى بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني وسوّى مدنا بأكملها بالأرض.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الكثيرين في غزة يواجهون أوضاعا شبيهة بالمجاعة وإن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 36 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 82 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية