تقرير أممي: 190 ألفا من الفتيات والنساء في 17 بلداً أوروبياً معرضات للختان
خلال فعاليات الدورة الـ56 المنعقدة حالياً في جنيف
كتب- سلمان إسماعيل
أكد تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث انتهاك لحقوق الإنسان وضرب من العنف الجنساني ضد النساء والفتيات المرتبط ارتباطا وثيقا بعدم المساواة والقوالب النمطية الجنسانية المتجذرة، مسلطا الضوء على ضرورة تعزيز جمع البيانات، ومواءمة الأطر القانونية، وتدعيم التعاون للتصدي لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث خارج البلد وعبر الحدود.
جاء ذلك في تقرير المفوضية المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ56 المقامة حاليا في جنيف وتستمر حتى 12 يوليو الجاري، حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث خارج البلد وعبر الحدود، والذي اطلع "جسور بوست" على نسخة منه.
ويقدم التقرير لمحة عامة عن حالة النساء والفتيات المتضررات من تشويه الأعضاء التناسلية خارج البلد وعبر الحدود، وعن الجهود التي تبذلها الدول وسائر أصحاب المصلحة للتصدي لهذه الممارسة.
ونظرا للطابع السري لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث خارج البلد وعبر الحدود، فإن العدد الفعلي للأشخاص الذين يعبرون الحدود لإجراء أو ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث لا يزال مجهولا.
ولا تزال هذه الممارسة غير موثقة ويصعب تحديدها، وهناك نقص في البيانات الشاملة والموثوقة عن نطاق المشكلة وطبيعتها، ويعزى ذلك، في جملة أمور، إلى عدم كفاية الاهتمام والتمويل اللازمين لرصد هذه المسألة من جانب الدول وغيرها من أصحاب المصلحة.
وبحسب التقرير، فإن البيانات الدقيقة غائبة أيضا في الشرق الأوسط وآسيا، حيث لا تزال البيانات والبحوث حول نطاق هذه الممارسة وانتشارها غير متوفرة، ما يعوق وضع سياسات محددة الهدف وتدخلات قائمة على الأدلة لحماية الفتيات والنساء المعرضات لهذا الخطر.
وأشار تقرير المفوضية إلى أن هذه الممارسة ليست منتشرة في النصف الجنوبي من العالم فقط، ففي الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، يقدر أن أكثر من 600 ألف امرأة يعانين من عواقب تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، الذي يمارس داخل البلد أو عبر الحدود، وأن 190 ألفا من الفتيات والنساء في 17 بلدا أوروبيا معرضات لخطر الخضوع لهذه الممارسة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تعرض ما يقدر بنحو نصف مليون فتاة وامرأة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث في الماضي أو قد يتعرضن لخطر هذه الممارسة في المستقبل.
وفي أستراليا، قدرت دراسة حكومية أن 53 ألفا من الفتيات والنساء اللاتي يعشن في البلد في عام 2017 قد تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، في حين تعتقد الجهات الفاعلة في المجتمع المدني أن الرقم قد يصل إلى 200 ألف.
وتقدر منظمات المجتمع المدني أن الخطر في أستراليا يتمثل في تعرض 11 فتاة يوميا لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
وفي كندا، يقدر ما بين 95 ألفا و161 ألف امرأة وفتاة يعشن في البلد كن معرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في عام 2016.
وتعرف منظمة الصحة العالمية تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بأنه جميع الإجراءات التي تنطوي على إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية، أو أي ضرر آخر يصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية.
وغالبا ما يُمارس على الفتيات الصغيرات بين سن الرضاعة وسن 15 عاما، مع أن النساء البالغات يتعرضن له أيضا.
وتوجد هذه الممارسة في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فإن البلدان الـ31 التي تتوفر بيانات عنها تبين مدى انتشار هذه الممارسة على الصعيد الوطني، حيث تعرضت أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم لهذه الممارسة.
ومع ذلك، هناك أدلة متزايدة على أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث يحدث في 60 بلدا آخر على الأقل، جرى توثيق هذه الممارسة فيها إما من خلال تقديرات غير مباشرة، أو دراسات على نطاق ضيق أو أدلة سردية وتقارير إعلامية.
وفي عام 2023، كان ما يقدر بنحو 4.3 مليون فتاة معرضات لخطر التعرض لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وإذا استمرت هذه الممارسة بالوتيرة الحالية، فإن ما يقدر بنحو 68 مليون فتاة سيخضعن لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث بين عامي 2015 و2030.
وتشير التقديرات إلى أن توقف برامج الوقاية بسبب جائحة كوفيد-19، مثل برامج تمكين المجتمع المحلي وإعلانات التخلي عن هذه الممارسة، قد يُمكِن من حدوث مليوني حالة أخرى من حالات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على مدى العقد المقبل ما لم تُتخذ إجراءات متضافرة وسريعة.