الصومال.. الألغام الأرضية أثرت "سلباً" على سبل عيش السكان (صور)
الصومال.. الألغام الأرضية أثرت "سلباً" على سبل عيش السكان (صور)
تأثرت سبل عيش السكان في منطقتي داباد وجالدوغوب، شمال الصومال بسبب مخاطر المتفجرات والألغام الأرضية المنتشرة حول قراهم منذ التسعينيات، حيث دمرت العديد من السيارات وقتلت الجمال والماشية ومنعت الناس من الزراعة، وحفر الآبار.
يقول عمدة منطقة جالدوجوب، عبدالغفار إبراهيم أحمد: "لقد دمرت الألغام والمتفجرات سبل عيش المواطنين ولم يتمكن الناس من الزراعة".
وأضاف: "تغير الوضع على مدى السنوات الأخيرة، اليوم يمكن للسكان المحليين مغادرة منازلهم، والمشي بأمان، واستئناف أنشطة الحياة الطبيعية في المواقع التي تم تطهيرها، هذا بفضل مشروع ممول من قبل الاتحاد الأوروبي (EU) وتنفذه دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) بدعم من HALO Trust، بعنوان (الأعمال المجتمعية المتعلقة بالألغام كوسيلة لتعزيز السلام والاستقرار في الصومال)".
وبعد ثلاثة عقود من النزاع المسلح، انتشرت المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية في جميع أنحاء الصومال وأحدثت آثارًا مميتة، حيث قُتل أو جرح ما يقدر بـ1740 صوماليًا بسببها.
ومنذ عام 2007، تعمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الصومال للحد من التهديد الذي تشكله الذخائر المتفجرة على المدنيين -الصواريخ والذخيرة الصغيرة للجيش، والقذائف والقنابل اليدوية- وزيادة الوعي بالمخاطر التي تشكلها هذه الذخائر.
وحتى عام 2020، اقتصر عمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام على جوبالاند، والولاية الجنوبية الغربية، وهيرشابيل وأجزاء من غالمودوغ، ولكن بعد تلقي تقارير الضحايا وطلبات الدعم من السلطات المحلية في داباد وجالدوغوب، أرسلت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام فريقًا لتقييم الوضع.
يقول مدير مشروع تابع لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام يتعامل مع إدارة المتفجرات الإنسانية: "قمنا بفحص مستويات التلوث والإصابات والتأثير العام على المجتمع، كان الدليل واضحًا: كانت هناك مناطق ملوثة بالألغام المضادة للدبابات والأفراد أبلغت عنها المجتمعات المحلية في كلا الموقعين، كما قررنا تعبئة فرق التطهير على الفور من المجتمعات المحلية، مع التركيز على الشباب".
وبينما كان الهدف الأولي أكثر تواضعا، فقد عينت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بنهاية المشروع، 115 عضوا من هذه المجتمعات للقيام بأنشطة إزالة الألغام، كان 70 في المئة منهم دون سن الثلاثين.
وتم وضع المجندين الجدد في فرق وتم تدريبهم على المهارات الفنية لإزالة الألغام والمجهزة للتصدي للذخائر المتفجرة، وكان توظيف الشباب والنساء من المجتمعات المتضررة مكونًا رئيسيًا للمشروع، حيث سيسمح للدخل الناتج عن إزالة الألغام بالتسرب إلى المجتمعات المحلية في نهاية المطاف.
وبالتوازي مع ذلك، عززت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام قدرة هيئة إدارة المتفجرات الصومالية (SEMA)، المسؤولة عن الرقابة وتنسيق العمليات في هذه المجالات، وكذلك قدرة المنظمات غير الحكومية، حيث قامت بتوفير معدات مكتبية متنوعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وكان الهدف العام للمشروع هو خلق بيئة مواتية وآمنة تسمح بالعودة التدريجية إلى الحياة في المجتمعين، وبحلول ديسمبر 2021، كانت الفرق قد طهرت مساحة 3.65 كيلومتر مربع في جالدوجوب وداباد، وتم تدمير 261 مادة متفجرة، تشمل صواريخ وذخائر صغيرة للجيش وقذائف وقنابل يدوية وألغام مضادة للأفراد وصمامات وصواريخ.
ويقول مسؤول دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في مقديشو: “عندما نتحدث عن الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام بشكل عام، فإن ما نتحدث عنه حقًا هو خمس ركائز، حيث تكون إزالة الألغام أحد الأنشطة التي تتم جنبًا إلى جنب مع الأنشطة الأربعة الأخرى وهي: ”مساعدة الضحايا، والدعوة للمشاركة، وتدمير المخزونات، والتوعية بالمخاطر".
وخلال المشروع الأخير، تم الوصول إلى أكثر من 12000 مستفيد في داباد وجالدوجوب، معظمهم من الأطفال، من خلال تعليم السكان المتضررين كيفية البقاء بأمان حول المتفجرات، والتأكد من فهمهم للخطر.
بالإضافة إلى ذلك، تم توزيع نحو 700 جهاز حديث للتوعية بالمخاطر تعمل بالطاقة الشمسية مع رسائل توعية في المجتمعين.
استمر المشروع من أكتوبر 2020 إلى ديسمبر 2021، ويتوقع الكثيرون مزيدًا من الدعم حيث لا تزال هناك مواقع ملوثة أخرى في تلك المناطق.
وكما قال عمدة منطقة جلدوجوب، عبدالغفار إبراهيم أحمد: "آمل أن يكون الناس في يوم من الأيام أحرارًا في التنقل إلى أي مكان، والزراعة، وأن يكونوا قادرين على حفر الآبار للحصول على المياه، نتمنى أن نتحرر من الخوف".